«جميزة قنا».. أصلها ثابت وفي فروعها الشفاء.. عمرها 500 عام وتفرز مادة بيضاء تعالج «حب الشباب»
تعود علاقة المصريين بـ«شجر الجميز» إلى آلاف السنوات، وتحديدًا منذ أيام الفراعنة الذين كانوا يقدسون هذه الشجرة، ويعتبرونها «شجرة مباركة»، وبمرور السنوات انتقل الاهتمام بـ«الجميزة» إلى أبناء القرى والأرياف، الذين اعتادوا على تواجد الشجرة دائمة الخضرة التي يصل ارتفاعها إلى نحو 8 أمتار دائمة الخضرة، فإلى جانب أنها تعطي الظل وتعمل على تنقية الجو من الأتربة، فإنها تقدم أيضًا نوعًا من «التين»، وتفرز مادة بيضاء اللون تستخدم في علاج بعض الأمراض.
شجرة قنا
على ضفاف نهر النيل، بقرية «القصر» التابعة لمركز نجع حمادي، محافظة قنا، توجد إحدى أشجار الجميز المعمرة، والتي يصل عمرها -وفقًا لشهادات أهالي القرية- إلى ما يزيد عن 500 عام، والشجرة تجاور ضريح الشيخ فضل العباسي الذي تقول بعض الروايات الصعيدية إنه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتفرز مادة لبنية بيضاء اللون تستخدم في علاج حب الشباب وحالات الذعر التي تصيب الأطفال.
وعن تاريخ «الشجرة المقدسة» هذه قال محمد أبو المجد، أحد أهالي القرية: هذه الشجرة منذ أن نشأنا في القرية موجودة والروايات متعددة عليها فهناك رواية تقول إن عمرها يتجاوز الــ700 عام وآخر 500 عام، ولكن الأقرب هو الأخير، والروايات ذكرت أن جدي سلام الأكبر لوالدي في عهد الفتوحات الإسلامية جاء إليه فضل العباسي في رؤية وطلب منه المساعدة وفي صباح اليوم التالي خرج جدي الأكبر ووجد جثة ملقاة على النيل بها سهم فأخرجه وجلب له خرطة لوقف النزيف، لكن فشلت المحاولة، فما كان منهم إلا أن جاءوا بـ«خلبوص حلف» فأوقف نزيف الدم، وكان هذا في المنطقة الموجود بها الضريح وأمامه الشجرة.
وأضاف: الجميع يذكر أن الشجرة نبتت في تلك البقعة المباركة التي يأتي إليها الأهالي من جميع البلدان لمشاهدتها وتناول المادة التي تفرزها لعلاج حب الشباب وتشوهات الوجه وبعض الأمراض التي تصيب الأطفال.
من جهته قال ممدوح صبري: الشجرة في موعد معين يخرج منها جميز يشبه التين الأخضر تفرز مادة لبنية بيضاء اللون منها يستخدمها الأهالي في علاج الأمراض الجلدية والجروح وكذلك الأطفال المصروعة أو الذي يسقط من مكان عالٍ ويصاب بصدمات خوف دائم ليلًا ويستيقظ على إثرها للبكاء بأمر الله عز وجل يشفى بعد تكرار استخدام تلك المادة.
على الجانب الآخر أكد الشيخ محمود صابر، إمام مسجد، أن هذه العادات موروثات شعبية لا أساس لها في الدين، وهنا الصعيد لكثرة الجهل والظلام الذي عاش فيه لسنوات كان الطب الشعبي هو البديل، لذا سنجد أن قليلًا ونادرًا جدًا مَن يمارس تلك الطقوس أو العادات المذكورة.
نقلًا عن العدد الورقي…