داعية إسلامي: منهج سيد قطب عزل الإخوان وبرمجهم على السمع والطاعة
هاجم سليمان الطريفي الداعية الإسلامي، والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، جماعة الإخوان الإرهابية، مؤكدا أنها تسببت في عزل أفرادها عن المجتمع عبر تربية خاطئة على مدار أكثر من 90 عاما، بسبب ما يسمى بالعزلة الشعورية.
مصاعب التنشئة
ولفت الباحث إلى أن خطورة مناهج التربية عند الإخوان وأفرعهم في العالم، هي التنشئة على ما يسمى بالعزلة الشعورية التي نادى بها سيد قطب، وتعني فصل الناشئ المجتمع بل وحتى أسرته الصغيرة، بحيث يكون غير مستعد لتلقي أي معلومات أو أفكار أو قناعات إلا عن طريقة الجماعة وحدها.
واختتم: هذه الطريقة تسببت في برمجة أفراد الإخوان على اعتبار الجماعة الإسلام والعكس، وأصبح الهجوم على الإخوان من أي طرف أو حتى المعارضة لأفكارهم وقناعاتها يدفع المنضوين تحت عباءتها للدفاع عنها بحياتهم لو استطاعوا، فلا حياة ولا منجى له خارجها، على حد قوله.
مناهج التربية عن الإخوان
وتعتبر مناهج التربية عن الإخوان أن العالم الذي نحياه الآن يعيش في جاهلية معاصرة، حيث كان يرى سيد قطب، مُنظرّ التنظيم التاريخي ضرورة وجود طليعة مؤمنة لتحرير هذا العالم وإعادة بعثه من جديد، واعتبرها مهمة الإخوان لانتشاله من وحل الجاهلية.
على هذه الأسس، اتبعت الجماعة في أسلوب التربية نوعًا من العزلة من جانب ونوعًا من الانفصال من جانب آخر بما يعتبرونه جاهلية، فالأمة موجودة ولم تمت، وقد انقطع وجودها يوم أن توقف العمل بالشريعة الإسلامية، واعتبر العديد من الباحثين أن خطر هذه الرؤية للإخوان، هي السبب في مواقف متناقضة على جميع المستويات، وتبني الشيء ونقيضه، والعنف واللاعنف وغيره من أشكال الغموض في أفكار هذا التنظيم.
المجتمع الجاهلي
وتؤكد جميع الاتجاهات داخل الجماعة على ضرورة إيجاد عزلة شعورية لأعضائها، تفصلهم عن الواقع، وصِلاتهم بالمجتمع الجاهلي وروابطه الاجتماعية، بحيث ينفصل العضو تمامًا عن الحياة إلا داخل التنظيم، حتى يسهل قيادته، وتصبح الجماعة بمثابة المجتمع البديل عن المجتمع الحقيقي الذي يعيش فيها هؤلاء الأتباع.
وتعتبر العزلة الشعورية المدخل الحقيقي للعمل بمبدأ السمع والطاعة للقيادة داخل التنظيم، والسر وراء ارتباط هؤلاء بالتنظيم نفسه، فالعزلة الشعورية تفصل الأتباع عن المجتمع وتجعلهم مجرد دمىً يمكن تحريكها بسهولة شديدة.