كيف انتهت الإخوان إكلينيكيا وأصبحت خارج حركة التاريخ؟
على مدار الأيام الماضية، عادت جماعة الإخوان الإرهابية للظهور على محركات البحث، بسبب إيقاف برنامج هيثم أبو خليل على قناة الشرق الموالية لها بقرار من الحكومة التركية، ثم أعقب ذلك قرار بإيقاف حسام الغمري المذيع بنفس القناة بسبب مخالفة تعليمات الجهات المسؤولة وملاحظاتهم على المحتوى الذي يقدمه هؤلاء من الأراضي التركية، والذي يستهدف الدولة المصرية بالأكاذيب ما يضر بالعلاقات بين البلدين.
فضائيات بلا تأثير
وأصبحت فضائيات الإخوان بلا مخالب أو تأثير بعد إيقاف منصات التحريض الإخوانية بداية من معتز مطر ومحمد ناصر انتهاء بالغمري وأبو خليل، ما يطرح السؤال: هل الجماعة نفسها أصبحت مزمومة حتى من أكبر داعميها في الخارج، وخرجت من حركة التاريخ للأبد !
ويقول ثروت الخرباوي، الكاتب والمفكر، إن جماعة الإخوان الإرهابية تسير ضد حركة الحياة، ولهذا تم طردها من الحياة المصرية، بل من سماء الحياة العربية بالكامل، وأصبحت فصلا من فصول التاريخ، ولا مكان لها مرة أخرى.
وأشار الخرباوي إلى أن التاريخ سيذكر الإخوان بكل سوء، فهي حسب توصيف أحد أطباء علم النفس، حالة مرضية نفسية جماعية، مقرهم الطبيعي المصحات النفسية.
طرد الجماعة
وأكد الخرباوي أن الجماعة المطرودة من مصر لا تستطيع أن ترى الواقع، وتعيش في واقع متخيل، فالعقلاء حين يتم طرد موظف منهم بسبب أخطاء ارتكبها فإنه يقوم بالاعتراف بخطأه والاعتذار عنه، أما النسبة للمكابرين فإنهم يدعون أنهم لم يقعوا في خطأ قط وأنهم تعرضوا لظلم.
أما بالنسبة للأغبياء سيقولون هناك مؤامرة كونية ضدهم، بينما المجانين سيقولون: من الذي قال إنه تم طردنا من وظيفتنا، نحن مازلنا نشغل عملنا لأن لنا شرعية، وبالنسبة للخائنين فإنهم يسارعون إلى الاستقواء بقوى خارجية، وبالنسبة للمجانين الخائنين فإنهم يستقوون بالخارج ويطلبون معاقبة من طردهم.
واختتم: هؤلاء مثواهم السجون أو مستشفى الأمراض العقلية، على حد قوله.
حمى السلطة
إبراهيم ربيع، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، جماعة الإخوان الإرهابية، يرى أن كل شيء متغير لدى التنظيم إلا السعي للسلطة والاحتفاظ بها، فهو الثابت الوحيد والذي من أجله يتم التضحية بالإنسان وبالأخلاق بل وبالدين نفسه.
وأشار ربيع إلى خطورة التعامل مع الإخوان على أنها جماعة دينية، موضحا أن طبيعة التنظيم وعلاقاته الداخلية والإقليمية والدولية وتحالفاته السياسية مع جماعات وأحزاب ومجموعات فكرية محليا واقليميا ودوليا لاتقودنا إلى ذلك، فالدين بالنسبة لتنظيم الإخوان شعار وستار وسلطة ومدخل نفسي إلى الجماهير، لاستغلال الفقر والطبقية في جذبهم إليها.
المتاجرة بالدين
أضاف: التستر والمتاجرة بالدين للوصول إلى الأهداف السياسية والاقتصادية والاجتماعية من أهم أدوات الإخوان، واستباحة الدم والمال والعرض والمقدسات والمحرمات، واستغلال الدين والدماء والأعراض.
ولفت الباحث إلى أن الانتهازية في المواقف والأحداث والظروف من الصفات الراسخة في الجماعة، وكذلك الكذب وتزوير الحقائق والادعاء الكاذب ونشر الشائعات، موضحا أن الإخوان خلقوا ديانة خاصة بهم لاعلاقة لهم بالإسلام، وهي الأساس لكل تصرفات التنظيم.
فن التقية السياسية
استكمل: يستخدمونها بجانب التقية السياسية والدينية طوال 90 عاما، وهذه الاركان مقدسة لدى التنظيم واكثر من قداسة القرآن عند المسلمين، وهي ما أوصلتهم للسلطة في 2011.
واختتم: لم يعد أمامهم إلا الفضائيات التحريضية من الخارج، يتقمصون دور الحقوقي والباحث والمفكر، لكن حتى هذه الادوار انتهت بعودة تركيا إلى جادة الصواب ومعرفة قدر مصر وتأثيرها في الإقليم.