رئيس التحرير
عصام كامل

تزامنا مع ذكرى مجمع أفسس.. قصة الأسقف الذي تحول إلى مجدف

الكنيسة
الكنيسة

 

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بتذكار انعقاد المجمع المسكوني الثالث بأفسس ‏عام ٤٣١ م، والذي كشف عن بدعة جديدة خاصة بتجسد السيد المسيح.

وانعقد المجمع المسكوني بمدينة أفسس بآسيا الصغرى من مائتي أسقف ‏بأمر الإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير للنظر في بدعة نسطور أسقف القسطنطينية الذى قال ؛ إن القديسة مريم لم ‏تلد إلها متجسدا بل إنسانا عاديا حل فيه بعد ذلك ابن الله حلول المشيئة والإرادة لا حلول الاتحاد وان للسيد المسيح ‏طبيعتين واقنومين، ولذلك قال: لا يجوز تسمية العذراء والدة الإله.

 ومن أجل هذه البدعة الخطيرة اجتمع هذا المجمع ‏برئاسة البابا القديس كيرلس الأول عمود الدين بطريرك الإسكندرية الرابع والعشرين ومعه خمسون أسقفا مصريا ‏والقديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين والقديس الأنبا بقطر رئيس أديرة الأنبا باخوميوس أب الشركة والقديس ‏ديسقوروس مدير مدرسة الإسكندرية اللاهوتية وسكرتير البابا. 

كان نسطور مع اساقفته ال 16 بين الأوائل الذين ‏وصلوا أفسس وقد انتظر الآباء وصول البطريرك يوحنا الأنطاكي لمدة 16 يوما بعد الموعد المحدد لكنه لم يصل الى ‏أفسس فبدأ المجمع برئاسة البابا كيرلس الاسكندري في يوم 22 يونية في كاتدرائية والدة الإله بأفسس وبعد ‏استدعاء نسطور ثلاث مرات رفض الحضور الى المجمع وقرأ خطاب القديس كيرلس الثاني الى نسطور ورد نسطور عليه ‏وقد علن الأساقفة الموفدين اليه للآسف بأن جميع مجهوداتهم معه كانت سدى وكانت إجابة نسطور: لن ادعو ابدا ‏طفلا عمره شهرين او ثلاثة الله. وبالتالي رفض ان تلقب السيدة العذراء بلقب والدة الاله. فقرر المجمع المقدس ان ‏يكون نسطور مفصولا من كرامة الأسقفية ومن كل شركة كهنوتية. هذا الحكم وقع عليه المأتين المجتمعين بأفسس. ثم ‏نفاه الامبراطور الى أخميم في صعيد مصر حيث نفي ودفن هناك. ثم اثبت المجمع أن العذراء هي والدة الإله المتجسد ‏ووضعوا مقدمة قانون الإيمان (نعظمك يا أم النور الحقيقي) ووضعوا ثمانية قوانين كنسية أخرى. 

ومن أسباب انعقاد ‏هذا المجمع أيضا بدعة بلاجيوس الذي كان يقول: إن خطية آدم كانت قاصرة عليه وحده ولم تتسرب الى نسله من ‏بعده ومن ثم فكل إنسان يولد كآدم قبل الخطية ويمكنه ان يبلغ اسمى درجات القداسة بجهاده الطبيعي وحريته ‏وبعد ان ناقش المجمع بلاجيوس المبتدع وأظهر بطلان تعاليمه حرمه المجمع كما بين المجمع أن الإنسان لا يكون كاملا ‏إلا بنعمة الخلاص بدم المسيح. 

الجريدة الرسمية