الصحة العالمية: أفغانستان تواجه كارثة صحية حال عدم اتخاذ إجراءات فورية
حذر مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، اليوم الخميس، من أن أفغانستان تواجه كارثة صحية حقيقية ما لم يتم اتخاذ إجراءات فورية لتفاديها.
وقال جيبريسوس في مؤتمر صحفي بشأن الأوضاع الصحية في أفغانستان: "حققنا خلال الـ 20 عاما الماضية مكاسب في أفغانستان، لكن هذه المكاسب في مهب الريح حاليا لأن النظام الصحي على شفا الانهيار، وستواجه أفغانستان كارثة صحية حقيقية ما لم يتم اتخاذ إجراءات فورية لتفاديها.
وأضاف: "لا يمكننا وقف المساعدات المنقذة للأرواح في أفغانستان. نحن بحاجة لدعم المجتمع الدولي لإيصال المساعدات بطريقة مستدامة".
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أعلن، في 7 سبتمبر الجاري، أن أفغانستان تواجه انهيارا في الخدمات الأساسية، وأن إمدادات الغذاء وغيره من المساعدات بدأت تنفد.
ونقلت وكالة "رويترز" عن ينس لايركه، المتحدث باسم المكتب في إفادة في الأمم المتحدة، قوله إن ملايين الأفغان يحتاجون إلى المساعدات الغذائية والصحية.
وأطلق المكتب مناشدة عاجلة لجمع نحو 600 مليون دولار، لتلبية الاحتياجات الإنسانية لنحو 11 مليون شخص، خلال الفترة المتبقية من هذا العام وسط تحذيرات من الجفاف وانتشار الجوع.
وقال لايركه: "الخدمات الأساسية في أفغانستان تنهار ويوشك الغذاء والمساعدات الأخرى اللازمة للحياة على النفاد". وأضاف: "نحث المانحين الدوليين على دعم هذه المناشدة بسرعة وسخاء".
ونزح أكثر من نصف مليون شخص داخل أفغانستان هذا العام مع اجتياح طالبان للبلاد، والذي توج بسيطرتها على العاصمة كابول يوم 15 أغسطس.
وعلى صعيد آخر كشفت “رويترز” أن حركة طالبان طلبت إلقاء كلمة أمام زعماء العالم في الأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع، ورشحت المتحدث باسمها سهيل شاهين المقيم في الدوحة ليكون سفير أفغانستان لدى الأمم المتحدة.
وزير خارجية طالبان
وقدم وزير خارجية طالبان أمير خان متقي الطلب في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أمس الأول الاثنين وطلب متقي التحدث خلال الاجتماع السنوي رفيع المستوى للجمعية العامة الذي ينتهي يوم الإثنين المقبل.
وأكد فرحان حق المتحدث باسم جوتيريش رسالة متقي؛ وتمهد هذه الخطوة لمواجهة مع غلام إسحق زاي، السفير الذي يمثل الحكومة الأفغانية، التي أطاحت بها طالبان الشهر الماضي، لدى الأمم المتحدة في نيويورك.
وقال حق: إن الطلبين المتنافسين على مقعد أفغانستان في الأمم المتحدة أرسلا إلى لجنة الاعتماد المكونة من تسعة أعضاء، والتي تضم في عضويتها الولايات المتحدة والصين وروسيا.
ومن غير المرجح أن تجتمع اللجنة بشأن هذه القضية قبل يوم الإثنين، لذا فمن المستبعد أن يلقي وزير خارجية طالبان كلمة أمام المنظمة الدولية.
خطوة مهمة
وسيكون قبول الأمم المتحدة في نهاية المطاف لسفير طالبان خطوة مهمة في سعي الحركة للحصول على اعتراف دولي، مما قد يساعد في الإفراج عن أموال هي في أمس الحاجة إليها للاقتصاد الأفغاني.
وقال جوتيريش: إن رغبة طالبان في الاعتراف الدولي هي وسيلة الضغط الوحيدة التي تملكها الدول الأخرى لمطالبة الحركة بحكومة شاملة واحترام الحقوق، خاصة بالنسبة للمرأة، في أفغانستان.
وقال حق إن رسالة طالبان جاء فيها أن مهمة إسحق زاي "تعتبر منتهية وإنه لم يعد يمثل أفغانستان".
وكان المتحدث باسم حركة "طالبان" ونائب وزير الإعلام والثقافة في الحكومة المنبثقة عنها، ذبيح الله مجاهد، قد دعا دول العالم إلى الاعتراف بالسلطات الجديدة قبل توجيه انتقادات إليها.
وفي حديثه لوسائل الإعلام الأفغانية في كابل، أشار مجاهد إلى أن الدول تنتقد حكومة "طالبان" لانتهاكها حقوق الإنسان دون الاعتراف بها، مضيفا: "نعتقد أن هذه وجهة نظر أحادية الجانب".