السادات تدخل بنفسه ومؤلفه تبرأ منه.. هل تعرية الفساد أم الجسد وراء منع "المذنبون"؟
عن قصة أديب نوبل نجيب محفوظ، عرض في مثل هذا اليوم 23 سبتمبر 1977 فيلم المذنبون، إلا أنه تعرض لمشكلات وصدمات متعددة، ومنعته الرقابة من العرض، وتعرض لحذف العديد من مشاهده، حتى أن المؤلف نجيب محفوظ تبرأ منه، وقال: أنا صاحب شخصيتين فقط من الفيلم كله، وإن السيناريو الذى كتبه ممدوح الليثى تضمن مواقف كثيرة لشخصيات دخيلة على القصة.
عرض الفيلم العربى "المذنبون" بسينما ريفولى، إلا أنه أثار جدلا وضجة، ووصل الأمر إلى أن طالب الدكتور جمال العطيفى وزير الإعلام والثقافة وقتئذ، بوقف عرض الفيلم متهما إياه بالإساءة الى سمعة مصر بما يقدمه من مشاهد تعري الفساد المسكوت عنه في المجتمع ويحوي مشاهد جنسية جريئة.
تعليق المخرج
ويعلق مخرج فيلم المذنبون سعيد مرزوق على ما حدث فيقول: "رغم النجاح الكبير الذي حققه الفيلم إلا أن الهجوم النقدي عليه كان شرسا، حيث فوجئت بوزير الثقافة آنذاك الدكتور جمال العطيفى يهاجم الفيلم، ويطالب بإيقاف عرضه بحجة أنه يسيء إلى سمعة مصر في الخارج لأنه يقدم صورة صارخة في تعرية الفساد ويحوي مشاهد جنسية جريئة".. وبالرغم من ذلك نجح الفيلم جماهيريا، واستمر في دور السينما 120 أسبوعا، وحصد العديد من الجوائز العالمية والمحلية منها جائزة مهرجان القاهرة السينمائى كأحسن قصة وأحسن ممثل "عماد حمدي".
وأكد مرزوق أن الفيلم عرض نماذج واقعية للمجتمع.. صحيح أنها كانت في صورة جريئة، لكن جاءت نهايته بتقديم مدير الرقابة اعتدال ممتاز إلى المحكمة التأديبية لإجازتها عرض الفيلم بعد أن منعت عرضه في البداية ومعها عشرة موظفين من الرقابة للمحاكمة التأديبية بأمر من رئيس الجمهورية، في سابقة لم تحدث من قبل.
أقال السادات الدكتور جمال العطيفي الذي ثبت أنه لم يشاهد الفيلم، كما أقيلت مديرة الرقابة على أن يعرض في دور السينما ولكن للكبار فقط، إلا أن التليفزيون يرفض عرض الفيلم حتى الآن.
نجوم الصف الأول
يضم الفيلم كوكبة كبيرة من الممثلين ونجوم الصف الأول، إلى جانب عماد حمدي وسهير رمزي، كمال الشناوي، صلاح ذو الفقار، عمر الحريري، حسين فهمى، عبد المنعم إبراهيم، عبد الوارث عسر، يوسف شعبان، أسامة عباس، سعيد عبد الغنى، سمير غانم، حياة قنديل، وحيد سيف، زبيدة ثروت.
اتهمت الفنانة سهير رمزى في بلاغ نشرته الصحف المخرج سعيد مرزوق بأنه خدعها بتصويرها في مشاهد عري، وأكدت أنها لم تتعمد الظهور عارية في الفيلم.
كما أعلنت سهير رمزى ندمها على الاشتراك في تمثيل هذا الفيلم وظهورها وهى ترتدى المايوه وتعلن: "ماكنتش احب يحصل كده وكانت غلطة بالرغم من حصولي على جوائز متعددة عن دوري في الفيلم".