رئيس التحرير
عصام كامل

رحلة «لبنى» من الأمية حتى الدكتوراة وتكريم محافظ الفيوم لها

المحافظ يكرم الدكتورة
المحافظ يكرم الدكتورة لبنى متحدية الأمية

افتتحت الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار فصلًا بقرية المحمودية التابعة لمركز إطسا في الفيوم  عام ١٩٨٨، وقتها كانت تبلغ  ١٢ عامًا، اسمها “لبنى صالح عبد المولى سليمان”، بنت قبيلة الرماح، إحدى القبائل العربية في محافظة الفيوم، وكان والدها عمدة القرية.

 

الرحلة

وكانت لبنى أولى البنات الملتحقات بفصل محو الأمية في قريتها، وبعد سنة كاملة كانت الصبية أتقنت القراءة والكتابة ومبادئ الحساب، ولم يتبقَّ إلا الامتحان لتحصل على شهادة محو الامية، وفي الموعد المحدد سارعت إلى مقر اللجنة فرحة وأدت امتحانها بسلام وكانت النتيجة مبهرة فقد كانت لبنى الأولى على كل من تقدم لاجتياز امتحان محو الأمية.

وفي عام ٢٠٠٠ صدر قرار بأحقية الحاصلين على محو الأمية الالتحاق بالإعدادية واستكمال تعليمهم إن أرادوا، وسارعت  لبنى إلى تقديم أوراقها، ولأن سنها كان قد تجاوز السن القانونية فقد تقدمت على نظام المنازل،  لتدرس طول العام في المنزل وتذهب لأداء الامتحانات بالمدرسة، حتى حصلت على شهادة إتمام دراسة التعليم الأساسي (الإعدادية).

 

ثم تقدمت بأوراقها إلى المدرسة الثانوية  في قرية مجاورة،  وذهبت إلى المدرسة لأول مرة في حياتها وهي في الصف الأول الثانوي، وفضلت القسم الأدبي علي العلمي لهوايتها في القراءة والاطلاع.

 

وبعد ٣ سنوات حان وقت تحديد المصير حان وقت امتحان الثانوية العامة، نجحت في الثانوية العامة بتفوق، وحصلت علي مجموع ٩٧%، وتقدمت بأوراقها إلى كلية الآثار، وحصلت على ليسانس في الآثار الإسلامية بتقدير جيد جدًا، وقررت أن تواصل دراستها لتحقيق حلمها بلقب دكتورة.

 

الماجستير والدكتوراة

وتقول الدكتورة لبنى: بعد أن  حصلت على درجة الماجستير في الآثار الإسلامية عام ٢٠١٧، استكملت بحثي حتى حصلت على درجة الدكتوراة بمرتبة الشرف الأولى في الآثار الإسلامية من كلية الآثار جامعة الفيوم، مع التوصية بطباعة الرسالة وتبادلها مع الجامعات الأخرى، وحققت حلمي في أن أصبح دكتورة.

 

تكريم المحافظ

واليوم كرمها الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، وأعرب محافظ الفيوم، عن سعادته، بلقائها فقد تحدت أميتها، وثابرت على طلب العلم، متخذة من الصبر وسيلة ومن النجاح غاية، ومن الجد والاجتهاد نبراسًا، وتدرجت عقب محو أميتها بمراحل التعليم المختلفة حتى حصلت على الدكتوراه، مؤكدًا أن التعليم لم يقف عند سن معين، ولن تحول البيئة والعادات والتقاليد في طلبه.

 

وأشار المحافظ، إلى أن "لبنى صالح" تعد مثلًا يحتذى لكافة فتيات وشباب المحافظة الذين تأخروا عن قطار التعليم، مؤكدًا أن الدولة المصرية تعمل جاهدة لتوفير برامج محو الأمية وفتح فصول لها بشتى القرى والعزب والنجوع بمختلف المحافظات، فضلًا عن فصول التعليم المجتمعي، وفصول صديقة الفتيات، فضلًا عن الفصول الحقلية، وكلها تعمل على محو أمية المواطنين.

 

وأضاف محافظ الفيوم، أن المحافظة تعمل على المشاركة بكافة برامج محو الأمية، لتوفير الخدمات التعليمية لمن جاوزوا سن الدراسة، ولا تدخر المحافظة جهدًا في توفير المقررات الدراسية لفصول محو الأمية وغيرها من الكيانات التى تعمل في هذا المجال.

 

ومن جهتها أعربت الدكتورة لبنى صالح، عن بالغ سعادتها بلقاء محافظ الفيوم، وخالص شكرها وتقديرها له لدعوته لتكريمها، تقديرًا لجهدها في تحدي الصعاب، ومواجهة أميتها بالمثابرة في طلب العلم.

 

وفي نهاية اللقاء منح محافظ الفيوم الدكتورة لبنى صالح، شهادة تقدير لدورها الإيجابي في العمل على محو أميتها، والتدرج بمراحل التعليم حتى حصلت على الدكتوراه، فضلًا عن تحديها للعادات والتقاليد البائدة، وتحدى ظروف الزمان والمكان.

الجريدة الرسمية