الحرب الأمريكية على فرنسا!
قلنا أكثر من مرة عن حالة السيولة الجارية في العلاقات الدولية وأن الولايات المتحدة وحلفائها الحقيقيين يحاولون إعادة صياغة بعض صراعات أزمات العالم وإعادة إنتاج أخرى! ومنذ الأمس العالم الغربي يواجه بعضه في معركة تكسير عظام لم يشهد لها العالم مثيلا منذ سنوات طويلة!
عقد بقيمة كبيرة جدا وقعته أستراليا قبل سنوات مع فرنسا لشراء غواصات تقليدية (غير نووية).. العقد يتجاوز الـ ٣١ مليار يورو!
أمس أعلنت أستراليا إلغاء التعاقد! ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل أعلنت أستراليا تحويل العقد إلي الولايات المتحدة الأمريكية! ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل إنطلقت قمة أمريكية بريطانية أسترالية بشكل مفاجئ ولظروف الوقت فيما يبدو فقد إجتمع قادة البلدان الثلاثة من خلال الاجتماع المرئي عبر الإنترنت! ولم يتوقف أيضا الأمر عند ذلك بل أعلنت الدول الثلاثة عن تشكيل تحالف أمنى!
الذي جرى لم تشهد له أسواق السلاح ولا العلاقات بين الدول له مثيلا.. وبالطبع من الأمس وأغلب المسئولين الفرنسيين يصرخون ويتحدثون عن "الخيانة" و"الصدمة" و"الحسرة" الخ الخ بينما الصين أعلنت صباح اليوم عن رفضها تماما للصفقة خصوصا أن العقد الجديد يتحدث عن غواصات نووية وعن صواريخ توما هوك وبالتالي اعتبرته يشكل إخلالا بالأمن في المنطقة!
ننتظر رد الفعل الكوري الشمالي وننتظر المزيد من ظهور تحالفات جديدة لحصار الصين وروسيا وتحجيم فرنسا!
التحفظ على الدور الفرنسي وسياستها يسبق عمليات الإرهاب هناك (راجع مقالنا في ٢٠١٥ عن الانتقام الأمريكي من روسيا وفرنسا، وحلقة القاهرة ٣٦٠ مع الإعلامي الكبير أسامة كمال بعد عملية شارل ابدو بأيام) ولم يتوقف التحفظ ومصر تشتري الميسترال والرافال.. لكننا اشتريناهم!