انسحبت فجأة بعد وصولها للعالمية.. موقف مأساوي وراء اعتزال تحية كاريوكا الرقص في ريعان شبابها
هي الثائرة والثورة، ولدت في عام الثورة المصرية عام 1919 بالإسماعيلية بين أبوين دبت بينهما الخلافات وتحكم في الأسرة الإخوة الذكور، هربت بدوية محمد النيدانى وهى طفلة إلى القاهرة لتمتهن الرقص بكازينو بديعة وتصبح الراقصة تحية كاريوكا ملكة الرقص الشرقى.
حول امتهان الرقص قالت تحية كاريوكا: "اعتادت العائلات المصرية أن تسمح لبناتها بالرقص في الحفلات والأفراح التي لا يحضرها إلا النساء، وكنت معروفة بين بنات الحي أني أجيد الرقص إلى أن حدثت ظروف اضطرتني إلى مغادرة الإسماعيلية والهروب إلى القاهرة ثم عملت في كباريه بديعة ولم يسمح لى بالرقص لأنى صغيرة إلى أن مرضت إحدى الراقصات فاضطرت إدارة الكباريه أن تسمح لى بالرقص مكانها ومن هنا احترفت الرقص".
بدأت حياتها ترقص وإسماعيل يس يغنى على المسرح، وعشقها ابن شقيقة بديعة مصابنى “أنطوان عيسى” فكان أول أزواجها.
تعرف تحية كاريوكا الرقص الشرقي بأنه رقص الغوازي وهن نساء البدو، وإذا عدنا بالرقص إلى أبعد من ذلك فإن أصله يعود إلى الرقص الفرعوني وهو تعبير عن عواطف النفس.. حزن، فرح، غضب وشفقة وقد تطور الرقص بعد ذلك واختلط فيه الرقص الفرعوني برقص الغوازى ورقص الغابة.
قال عنها الأديب إحسان عبد القدوس في مجلة صباح الخير عام 1960: أقدم لكم تحية كما أعرفها لا كما تعرفوها أنتم وكما قرأتم عنها في الصحف.. أقدمها لكم فنانة فيها عيوب ومزايا الفنان وعيوب تحية كثيرة لكنها مفتقرة إذا استثنينا الفنان من القوانين والقيود التي تواضعنا على أن يقيس بها بعضنا البعض. أما مزايا تحية فهي فنانة عالمية طيبة القلب، عالمية بعد أن رقصت في كل قطر من أقطار العالم، وهي تستحق لقب فنانة لأنها استطاعت أن تجعل من الرقص الشرقي فنا بعد أن كان عرضا للجسد، كما استطاعت أن تجعل من الراقصة سيدة محترمة.
ويحكى الناقد السينمائى ثروت فهمى عن بدايتها السينمائية فكتب يقول في مجلة آخر ساعة عام 1989:اكتشفها المنتج والمخرج اللبناني توجو مزراحى وقدمها في أول فيلم سينمائى عام 1935 وهو "دكتور فرحات".
وتوالت أعمالها السينمائية وأثبتت جدارة في عالم التمثيل، ولم تكن تظهر كراقصة فقط، بل كانت تقدم أدوارا متنوعة ومتعددة، ووصل رصيد أفلامها السينمائية إلى 300 فيلم، أشهرها "شباب امرأة"، "لعبة الست"، "أم العروسة"، "درب العوالم"،"حبيب قلبي"، الفتوة، خلى بالك من زوزو، وداعا بونابرت، حدوتة مصرية، إسكندرية كمان وكمان.
كما قدمت عددا من المسرحيات يصل عددها إلى 25 مسرحية أغلبها من إنتاج فرقتها مع زوجها فايز حلاوة منه روبابيكيا، البغل في الابريق، يحيا الوفد، كل الرجالة كدة وغيرها.
اعتزال ومأساة
اعتزلت تحية كاريوكا الرقص نهائيا وهي في أواخر الأربعينات واكتفت بالتمثيل بعدما شاهدت نهاية إحدى الراقصات وهى تقدم الطلبات للزبائن في إحدى الكازينوهات من أجل أن تعيش.
زيجات متعددة
نجحت تحية كاريوكا في أن تحصل على لقب "صاحبة أكبر عدد الزيجات"، حيث تزوجت 14 مرة، وكان أشهرهم المخرج فطين عبد الوهاب، حسين عاكف طيار الملك، الفنان رشدي أباظة، الفنان أحمد سالم، عبد المنعم الخادم، مصطفى كمال صدقى، الدكتور جمال حسنى، المطرب محرم فؤاد، والمخرج فايز حلاوة الذي استمرت زيجتهما 18 عامًا وانتهت بالطلاق بعد اللجوء للقضاء، والمخرج حسن عبد السلام، التي كانت آخر زيجة لها، حتى وافتها المنية وهي في الثمانين من عمرها، بعد صراع مع المرض.