رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى رحيلها.. "صفعة قلم" تنتشل بديعة مصابني من الفقر والإخوان تسببوا في أذيتها

الراقصة بديعة مصابني
الراقصة بديعة مصابني
لعب الحظ والقدر لعبته الجميلة في حياة الراقصة الشامية بديعة مصابني ولدت 1892 ورحلت في مثل هذا اليوم 23 يوليو عام 1974، اكتسبت اسم مصابني بسبب عمل الأسرة في مصبنة كانت تقع في قلب دمشق، وقد اعتنى الوالد بتربية بناته وتعليمهن.


حضرت إلى مصر من أجل الفن في منارة الشرق، وتعرفت على نجيب الريحاني وتم الزواج عام 1924.

اشتهرت بديعة كراقصة أولا، وابتدعت رقصة الشمعدان التي تسجل باسمها، وأصبحت بعد ذلك موضة الراقصات، كما حصلت على ألقاب لم يحصل عليها أي فنان أو فنانة فأطلق عليها: ملكة الليل، ملكة الرقص الشرقي، ملكة الملاهي الليلية، ملكة الصالات، ملكة الشيشة والنرجيلة، وإمبراطورة الصالات، والفنانة التي حكمت باشوات مصر وصعاليك القاهرة".

ومن شدة جماهيريتها أطلق على كوبري الجلاء عند إعادة بنائه كوبري بديعة، حتى إن العصر السياسي فترة وجود بديعة وشهرتها سمي بعصر بديعة.


وتحكي بديعة مصابني بداية مشوارها الفني مع الصحفي جليل البنداري في مجلة آخر ساعة عام 1960 وتقول: "جئت إلى القاهرة لأول مرة مع والدتي عام 1920".

وقد بدأت قصتي مع الريحاني حين عرفني عليه الفنان حسين رياض، وفي نفس العام وقع معي عقد تمثيل وأصبحت عضوة في فرقة الريحاني وفي مارس 1923 نشر اسمى لأول مرة في جريدة الأهرام كفنانة مشاركة للريحاني فى عرض أوبريت "الليالي الملاح" من تأليف بديع خيرى، وهي مقتبسة من روايات ألف ليلة وليلة قدمت فيها دور شمعة العز وقدم الريحاني دور نواس ونجح الأوبريت نجاحا كبيرا،
وقدمنا معا بعد ذلك مسرحيات ناجحة كسرت الدنيا، منها أوبريت "الشاطر حسن" ثم أوبريت "البرنس" عام 1924 وانتهى عرض هذا الأوبريت بزواجي من نجيب الريحاني.
 

وأضافت بديعة: قمنا بجولات مسرحية ناجحة إلى مختلف دول العالم، وفجأة دبت الخلافات بيننا فانسحبت من الفرقة وهاج الريحاني وصفعني على وجهي ففقدت توازني ووقعت على الأرض أغمى علي وتركت المنزل وتوقف أي عمل أو تفاهم بيننا.


بدأت الاعتماد على نفسي بشراء صالة وكازينو للرقص بالإسكندرية اسمها "سنديكس" مقابل 5 آلاف جنيه ليشاركني في تقديم عروضها فنانون مصريون وغير المصريين منهم فتحية أحمد، فاطمة سري، نجاة علي، محمد عبد المطلب، إبراهيم حمودة، أسمهان وفريد الأطرش، فريد غصن، محمد فوزي، محمود الشريف، إسماعيل يس وغيرهم.

كان لا بد من العودة إلى القاهرة مركز الفن وأصوله، فأعددت مسرحا باسمي بالقاهرة حيث قررت التخلص من حياة الفقر بأي وسيلة، وكانت صالة بديعة مصابني بميدان الأوبرا، ويوم الافتتاح اغتيل أحمد ماهر باشا رئيس الوزراء على يد جماعة الإخوان، فتأجل الافتتاح حتى عام 1950 مما سبب لي خسائر فادحة.

وتم الصلح مع الريحاني وقدمنا معا مسرحية "ياسمينة" من إخراج الريحاني قدمت فيها دور الزوجة المخلصة، ثم مسرحية "أنا وأنت" في دور امرأة قاهرية لعوب، بعدها تم الانفصال النهائي نهائيا بسبب تصادم شخصياتنا.

تراكمت الضرائب على بديعة مصابني وعلى الصالات التي كانت تمتلكها، وطاردتها الضرائب في مصر بمبالغ ضخمة لم تمتلكها، فتقرر الهرب إلى لبنان عن طريق طيار إنجليزي في زي راهبة، وفي مدينة شتورا بلبنان تؤسس متجرا للملابس عاشت من إيراده حتى رحيلها.
الجريدة الرسمية