ماكرون: برحيل بوتفليقة ينطفئ وجه مضيء في تاريخ الجزائر
وصف إيمانويل ماكرون الأحد، الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة الذي توفي الجمعة عن 84 عامًا بأنه "وجه كبير" في الجزائر المعاصرة و"شريك لفرنسا" خلال أعوامه العشرين في الحكم.
ووجه الرئيس الفرنسي في بيان أصدره الإليزيه "تعازيه إلى الشعب الجزائري"، مؤكدًا أنه يبقى "ملتزمًا تطوير العلاقات الوثيقة من التقدير والصداقة بين الشعب الفرنسي والشعب الجزائري".
وصدر البيان تزامنًا مع إقامة مراسم جنازة بوتفليقة الذي أجبر على الاستقالة في الثاني من أبريل 2019، في الجزائر العاصمة في حضور خلفه عبد المجيد تبون وشخصيات أخرى.
وأضاف ماكرون "مع رحيل عبد العزيز بوتفليقة ينطفئ وجه مضيء في التاريخ المعاصر للجزائر. لا يمكن فصل حياته عن هذا التاريخ".
وأكد أن الرئيس الراحل "شارك في النضال من أجل استقلال بلاده، ثم جسد السياسة الخارجية الطموحة للجزائر. وبعدما أصبح رئيسًا للدولة، كان عبد العزيز بوتفليقة شريكًا أساسيًّا لفرنسا التي أراد أن يقيم علاقة جديدة معها".
وكان ماكرون التقى بوتفليقة إبان رئاسته خلال زيارة رسمية قام بها للجزائر في ديسمبر 2017.
يذكر أن قرر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اليوم السبت، تنكيس العلم الوطني، حدادًا على وفاة عبد العزيز بوتفليقة.
تنكيس الأعلام
وكان التلفزيون الحكومي الجزائري، أعلن أمس وفاة رئيس البلاد السابق عبد العزيز بوتفليقة عن عمر ناهز 84 عامًا.
وتدهورت صحة بوتفليقة خلال قيادته للبلاد وظهر مقعدا على كرسي متحرك منذ 2013 بعد أن أصيب بارتفاع حاد في ضغط الدم، تسبب في شلله، بحسب ما أكدته الرئاسة الجزائرية آنذاك.
عبد العزيز بوتفليقة
وكان عبد العزيز بوتفليقة الرئيس السابع للبلاد منذ استقلالها عن فرنسا سنة 1962، وتولى رئاسة الجزائر سنة 1999.
وفي أبريل 2004، فاز بوتفليقة بولاية ثانية بعد حملة انتخابية شرسة واجه خلالها رئيس الحكومة السابق علي بن فليس، حيث حصل على 84.99 في المئة من أصوات الناخبين، بينما لم يحصل "بن فليس" إلا على 6.42 في المئة.
وفي أبريل 2009، أُعيد انتخاب عبد العزيز بوتفليقة لولاية ثالثة بأغلبية 90.24 في المئة، وجاء ذلك بعد تعديل دستوري سنة 2008 ألغى حصر الرئاسة في ولايتين فقط، ما لقي انتقادات واسعة.
واستقال الرئيس السابق للجزائر في 2 أبريل بعد 20 عاما قضاها في حكم البلاد، على وقع أضخم احتجاجات شعبية طالبته بالرحيل مع أركان نظامه.
ومنذ ذلك الحين، غاب بوتفليقة عن المشهد السياسي، ولم تنقل وسائل الإعلام الجزائرية أي أخبار عنه، فيما رافقته شائعات وفاته منذ 2015 حتى بعد انسحابه من السلطة.
والتحق عبد العزيز بوتفليقة، المولود في مدينة وجد المغربية عام 1937، وهو في التاسعة عشرة من العمر بالثوار، حيث عمل أولا في الوحدات المتواجدة بمنطقة وهران، غرب الجزائر، وكلف بمهام عديدة في مناطق مختلفة من البلاد.
وخلال مسيرته العسكرية تولى عبد العزيز بوتفليقة مهام في هيئة قيادة العمليات العسكرية بالمنطقة الغربية، وبعدها عين في هيئة قيادة الأركان بالمنطقة نفسها، ثم عمل في هيئة قيادة الأركان العامة لثوار الجزائر.
مهام سرية
ومن أبرز المهام التي تولاها الرئيس السابق، إبان حقبة المقاومة التي التحق بها عام 1956، مهام على الحدود الجزائرية مع مالي، حتى بات يعرف في أوساط الثوار حينها بلقب ”عبد القادر المالي“.
كما تولى عبد العزيز بوتفليقة محاولة إقناع قادة الثورة الذين كانوا محتجزين، وهم: محمد خضير، وحسين آيت أحمد، وأحمد بن بلة، ومحمد بوضياف، ومصطفى الأشرف، بالانضمام إلى قائد جيش التحرير حينها هواري بومدين، ضد الحكومة المؤقتة بقيادة يوسف بن خدة.