رئيس التحرير
عصام كامل

فرنسا تكشف عن تداعيات خطيرة بسبب قضية الغواصات

أزمة الغواصات بين
أزمة الغواصات بين فرنسا وأستراليا

اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن إلغاء أستراليا صفقة شراء غواصات فرنسية واستبدالها بأخرى أمريكية عاملة بالوقود النووي، "سيؤثر على مستقبل حلف شمال الأطلسي".


ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية "أ.ف.ب" عن لودريان قوله إن "ما جرى في قضية الغواصات سيؤثر على مستقبل حلف شمال الأطلسي (الناتو)".

واتهم لودريان، كلا من الولايات المتحدة وأستراليا بالكذب في قضية الغواصات، معتبرا إياها "أزمة خطيرة".

ومساء الجمعة أعلن لودريان أن باريس قررت استدعاء سفيريها من واشنطن وكانبيرا على خلفية إعلان الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا خطة لبناء غواصات نووية للجيش الأسترالي.  

ومساء الأربعاء الماضي أصدر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، ورئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، بيانا مشتركا أعلنوا فيه عن إقامة شراكة جديدة في مجالي الدفاع والأمن أطلق عليها اسم "AUKUS"، وسيتمثل المشروع الأول في إطارها ببناء غواصات نووية للأسطول الحربي البحري لأستراليا.

ودخلت العلاقات بين فرنسا من جهة والولايات المتحدة وأستراليا من جهة أخرى إلى فترة أزمة مفتوحة حيث ألغت الحكومة الأسترالية بإقامة هذه الشراكة الجديدة صفقة بقيمة 40 مليار دولار لشراء غواصات فرنسية وقررت استبدالها بأخرى أمريكية عاملة بالوقود النووي، ما دفع باريس إلى وصف الأمر بأنه "خيانة وطعنة في الظهر" و"قرار على طريقة" الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.

استدعاء السفير

وكانت قررت فرنسا استدعاء سفيريها في أستراليا وأمريكا للتشاور بعد فسخ عقد الغواصات، مؤكدة أن قرار استدعاء السفيرين سببه خطورة الإعلان الأمريكي الأسترالي في 15 سبتمبر.

وتترقب أستراليا تصنيع ثماني غواصات تعمل بالطاقة النووية بموجب شراكة أمنية مع الولايات المتحدة وبريطانيا بمنطقة المحيطين الهندي والهادي.
ويرجح محللون أن تثير هذه الخطوة غضب الصين التي نددت بتشكيل تكتلات تقول إنها تهدف لإلحاق الأذى بالآخرين.

وتصبح أستراليا البلد الثاني فقط بعد بريطانيا التي يسمح لها بالوصول إلى التكنولوجيا النووية الأمريكية لصنع غواصات تعمل بالطاقة النووية حيث حصلت بريطانيا على ذلك عام 1958.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون: "يزداد العالم تعقيدا خاصة هنا في منطقتنا، منطقة المحيطين الهندي والهادي".

ولم يأت زعماء الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا على ذكر الصين عند إعلانهم عن المجموعة الأمنية الجديدة تحمل اسم (أوكوس)، لكن واشنطن وحلفاءها يسعون لمقاومة قوة ونفوذ بكين المتناميين خاصة تعزيزاتها العسكرية وضغوطها على تايوان ونشرها قوات في بحر الصين الجنوبي محل النزاع.

وقالت السفارة الصينية في واشنطن إن الدول "يجب ألا تشكل تكتلات إقصائية تستهدف مصالح أطراف ثالثة أو تضر بها" وإن على مثل هذه الدول "التخلص من عقلية الحرب الباردة والتحيز الأيديولوجي".

ورحبت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن بالتركيز على منطقة المحيطين الهندي والهادي لكنها قالت إنه لن يُسمح بدخول غواصات أستراليا الجديدة التي تعمل بالطاقة النووية المياه الإقليمية بموجب سياسة قائمة منذ أمد بعيد.

واتصل موريسون أيضا بقادة اليابان ونيوزيلندا واليابان.

موريسون قال إن أستراليا ستلغي صفقة بقيمة 40 مليار دولار مع فرنسا لتطوير غواصات تقليدية تحل محل أسطول بلاده المتقادم من غواصات كولنز وستتفاوض على مدار 18 شهرا مع الولايات المتحدة وبريطانيا لصنع ثماني غواصات تعمل بالطاقة النووية.

وأضاف: "ليس لدى أستراليا خطط لحيازة أسلحة نووية وسيظل هذا الاقتراح متفقا مع التزامها القائم منذ أمد بعيد بالحد من الانتشار النووي".

غضب فرنسي

وشهدت فرنسا حالة من الغضب اليوم بعد إعلان أستراليا الانسحاب من صفقة موقعة بين البلدين لتوريد غواصات تقليدية معتبرة الخطوة بمثابة “طعنة في الظهر”.

وصرح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إن فسخ أستراليا عقد شراء غواصات مع فرنسا “طعنة في الظهر”.

الجريدة الرسمية