رئيس التحرير
عصام كامل

المدرسون العلماء

يقول الكاتب الراحل جلال عامر – رحمه الله – إنَّ «الزراعة تسد الجوع، والصناعة توفر الاحتياجات، لكن التعليم يزرع ويصنع وطنًا».. نتذكر تلك المقولة العميقة في تناول حال التعليم في مصر، ننتقد المنظومة أملا في وصول ملاحظاتنا لصانع القرار، وليس بالضرورة أن يتم التعامل مع انتقاد الأداء التنفيذي على أنه رفض تام له، أو إعلان عن «حالة عداء»، بقدر ما يحدو الكاتب رجاء في أن يطالع الكلمات مسؤول قارئ يتفاعل معها بعقلية مفكر.

 

أحد ثروات مصر الكبيرة التي يحق لها أن تتفاخر بها، هي ثروتها التعليمية من المدرسين الأفاضل؛ ولا يقدح ذلك في المطالب الشعبية القائمة بشأن استمرار رفض الشارع للدروس الخصوصية؛ ذلك الرفض المشروط بحتمية تحسين أوضاع المعلم المادية أولا، وأن نضمن له استغناءه عن الدروس الخصوصية، لكننا على أية حال نشد على يد القائمين على المنظومة في استمرار الإصلاح.

وصايا للمعلمين الجدد

 

تشهد الدول العربية الشقيقة على دور المعلم المصري، وقد كانت بدايتها التعليمية على يده، في عهود سابقة، كما ترسخ ثقافتنا قيمة عليا بشأن وظيفة المدرس، مهما تلقى ذلك الدور من طعنات من مواد درامية مستهلكة أو محاولات لتشويه الصورة.

 

يقترب العالم الدراسي الجديد، وقد وقعت عيني على مجموعة وصايا من صفحات لعدد من كبار المعلمين عبر مواقع التواصل الاجتماعي يوصون المعلمين الجدد بها، منها: «عدم سؤال التلميذ عن وظيفة والده بينما قد يكون الوالد متوفى، والتسامح مع استخدام بعض العائلات كراريس السنة الماضية، وعدم إهانة أو تعنيف الطفل الذي ينسى الكتاب، وعدم الضغط على التلميذ لشراء كل الأدوات المدرسية؛ لأن بعض العائلات لديها أكثر من ابن يدرس».

 يسوق المعلمون في توجيههم نصيحة هامة أيضا، تتضمن عدم إهانة الطفل الذي يتأخر عن اقتناء الأدوات المدرسية أمام زملائه فربما كان فقيرا أو يتيما، مع تخصيص مبلغ بسيط بالتواصل مع فاعلي الخير؛ لتوفير الأدوات المدرسية للتلاميذ اليتامى، ويختتم المعلمون نصائحهم لزملائهم الجدد هامسين في أذن كل واحد منهم بالقول: «كن إنسانا قبل أن تكون أستاذا وإحذر أن تكسر قلب طفل يتيم أو فقير ذنبه الوحيد أنه خلق فقيرا فلا تدري بأي عمل تدخل الجنة». 

الجريدة الرسمية