تأديب الشابو «2»
لا تتوقف مواجهة المخدرات عمومًا، ومواجهة مخدر الشابو بشكل خاص، على أعتاب المواجهة الأمنية، وسبق أن تناول المقال السابق، مخاطر الشابو وحتمية بدء مواجهة شاملة على مستوى المؤسسات كافة لدرء خطر السموم، وطي صفحتها الى الأبد.
تتزايد ثقة كاتب هذه السطور في قدرة الدولة على الحسم بشأن أي أزمة تهدد المصريين، وقد سبق لها في أشهر قلائل حسم ملف البناء العشوائي فضلا عن ملف الإرهاب وهو الأخطر وجوديا على الشعب؛ وهو ما يطرح مزيدًا من الأمل في جهود شاملة تنتهي بالمخدرات إلى أن تكون «شيئا من الماضي»، وكل ما نحتاجه إرادة سياسية فاعلة وإعلان الحرب رسميًّا على تلك السموم.
وغني عن القول، إن التدابير الاحترازية المطبقة للوقاية من فيروس كورونا، تضمَّنت تقليص الدروس الدينية بالمساجد، وقد تبيَّن مدى قوة تلك الدروس خصوصًا في المجتمع الريفي الذي ينظر إلى إمام المسجد نظرة خاصة، كما أن لدى أولئك الأئمة تأثيرًا كبيرًا بمحيط مجتمعاتهم، لذلك نهيب بوزارة الأوقاف الموقرة أن تواصل دورها الوطني على خط المواجهة ضد المخدرات ولو ببدائل مؤقتة لدروس المساجد.
ويجدر بي في هذا الصدد توجيه التحية إلى إحدى كنائس الصعيد، القائمة على مصحة لعلاج الإدمان مجانا، ولا يريد المسؤولون عنها «شو إعلامي» أو سعيا للظهور، كل غايتهم تتلخص في دعم جهود الإصلاح ومكافحة المخدر اللعين.
يبقى الدور الأهم من كل ما سبق، هو دور الأسرة ومباشرة الأب والأم مسؤوليتهما المشتركة حيال الأبناء، ولم يعد أمامنا حل سوى الصداقة المبكرة بين الوالدين والأبناء، وإعادة النظر في أساليب الترهيب والعنف والقسوة، التي ربما تنتهي إلى تشجيع غير مباشر للأبناء على الانحراف.
ويجب التنويه أيضا إلى أهمية دور مركز البحوث الاجتماعية الجنائية، فلديه كم الأبحاث التي تحتاج مطالعة من صانع القرار، فضلا عن قدرة باحثيه على اقتحام بؤر اجتماعية مهددة، وخروجهم بنتائج عملية سيكون تطبيقها سريعا لو لامستها يد صناع القرار وسائر الجهات المعنية.. حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.