أمريكا تفرض عقوبات على موالين للقاعدة بينهم مصريان
أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، اليوم الخميس، فرض عقوبات على 5 أشخاص نشطاء في تنظيم القاعدة، اثنان منهم مصريان.
وقالت أندريا جاكي، مديرة مكتب مراقبة الأصول الأجنبية: "هذه العقوبات المستهدفة تسلط الضوء على تعهد الولايات المتحدة الثابت بقطع التمويل المالي عن تنظيم القاعدة".
وأضافت في بيان نشرته الوزارة على موقعها الرسمي: "سنواصل العمل مع شركائنا الأجانب ومنهم تركيا لكشف وتفكيك الشبكات المالية الداعمة للقاعدة".
مصريان
وشملت القائمة مجيدي سالم، وهو محامي ولد في مصر ويقيم في تركيا، والذي عرّفته وزارة الخزانة على أنه طرف أساسي في تنفيذ مجموعة من أنشطة القاعدة في تركيا.
وضمّت القائمة كذلك محمد نصر الدين الغزلاني، وهو مصري مهمته توصيل الأموال وكان يستخدم التحويلات النقدية لدعم القاعدة.
أما الأتراك الذين شملتهم القائمة فهم: نصر الدين مصلحان وجبرائيل جوزال وسونر جورليين.
وأوضح البيان أنه كنتيجة لهذه العقوبات، فإن جميع ممتلكات هؤلاء الأفراد المذكورين يجب أن يفرض عليها حظر وإبلاغ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بهذا.
يذكر أن أكد مسؤولون في استخبارات وزارة الدفاع الأمريكية، أن تنظيم القاعدة سيبدأ بتهديد أمريكا من أفغانستان خلال عام، موضحين أن هناك مؤشرات على تحرك غير مسبوق لتنظيم القاعدة في أفغانستان، وهناك قادة كبار في التنظيم قد عادوا بالفعل.
وأضاف المسؤولون أن البنتاجون يراجع جدوله الزمني لإمكانية عودة القاعدة إلى أفغانستان، وأن الاستخبارات طالبت بزيادة عملياتها فوق أفغانستان وبجوارها لرصد التهديدات.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن حركة طالبان في هذا الوقت أقوى مما كانت عليه عام 2001، وذلك خلال جلسة استماع حول الانسحاب من أفغانستان بالكونجرس.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي، أن أعداء الولايات المتحدة يريدون لها أن تبقى في أفغانستان لـ20 سنة قادمة.
يذكر أن أعلن ممثل المكتب السياسي لحركة طالبان في الدوحة، سهيل شاهين، أن الحركة ترى أنه يجب على الولايات المتحدة ألا تحاول تغيير التقاليد الثقافية الأفغانية.
النساء في أفغانستان
وقال شاهين في بث قناة "Fox News" إن النساء في أفغانستان في ظل الحكومة الجديدة لن تشعرن بالحرمان من حقوقهن.
وأضاف: "لن تواجه النساء أي مشاكل في التعليم والعمل"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن المرأة ستضطر لارتداء الحجاب، واصفا دعوات الدول الغربية للتخلي عن ذلك بأنها محاولة لـ "تغيير الثقافة" الأفغانية.
وتابع: "يجب عدم السعي لتغيير الثقافة.. فإننا لا نحاول تغيير ثقافتكم (الأمريكية)، ولذا يجب أن لا تحاولوا تغيير ثقافتنا.. ويجب التركيز على العمل المشترك في الأجواء الإيجابية والبناء، مما يتفق مع مصالح كلا الجانبين".
الثقافة الأفغانية
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في وقت سابق، أن واشنطن تأمل بأن تنفذ السلطات الأفغانية الجديدة الالتزامات التي تعهدت بها، وخاصة ما يخص "حماية الحقوق الأصلية للأفغان، بمن فيهم النساء والأقليات".
جدير بالذكر أن بعض الأسر الافغانية اجبرت فتياتها على الزواج في مطار كابول، بهدف تأمين خروج آمن لهن من البلاد، عقب سيطرة طالبان على معظم أنحاء أفغانستان، الشهر الماضي، وفقًا لتقرير أعدته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
برقية دبلوماسية
ووفقًا لما نقلت الشبكة عن مصدرين مطلعين، فإن المسؤولين الأمريكيين المعنيين بالتعامل مع اللاجئين الأفغان في الإمارات كتبوا برقية دبلوماسية بشأن القضية، مؤخرًا.
وبحسب "سي إن إن"، فقد أشارت البرقية إلى حالات لنساء وفتيات تم إجبارهن على الزواج من رجال كانوا على قائمة المرحلين، أو وصلن الإمارات مع رجال ادعوا بأنهم أزواجهن، فقط بهدف الخروج من أفغانستان.
ولفتت "سي إن إن" إلى أن الأسر دفعت للرجال المؤهلين لمغادرة البلاد آلاف الدولارات للزواج أو التظاهر بأنهم أزواج بناتهم، ليتمكن من الفرار.
وبحسب تقرير الشبكة، فإنه لا يزال من غير الواضح مدى انتشار هذه الظاهرة.
وتأتي مخاوف الأهالي بالارتباط مع ممارسات طالبان في فترة حكمها السابقة، قبل نحو عقدين، عندما كانت تفرض قيودًا مشددة على النساء، وتمنعهن من الدراسة والعمل.
تعهدات طالبان
وتعهدت طالبان بعد سيطرتها على كابول، مؤخرًا، بأن تكون أكثر تسامحًا مع الجميع، وأن تسمح للنساء بممارسة بعض النشاطات، ضمن الأطر الشرعية، إلا أن الخوف لا يزال متملكًا لدى الأفغانيات اللواتي لا يرغبن بالعيش في ظل الحركة.
وسبق أن نزلت نحو 50 امرأة إلى الشوارع في تظاهرة ندر مثيلها للمطالبة بحق العمل والاحتجاج على تغييب المرأة عن مؤسسات الحكم في مدينة هرات غربي أفغانستان، وقال صحفي في فرانس برس شهد الاحتجاج: إن المتظاهرات رددن "من حقنا أن نحصل على تعليم وعمل وأمن"، كما رددن "لسنا خائفات، نحن متحدات".
وتعد هرات مدينة متنوعة نسبيًّا على طريق الحرير القديم بالقرب من الحدود الإيرانية، وهي واحدة من أكثر المناطق ازدهارًا في أفغانستان، وقد عادت الفتيات فيها إلى المدارس.