خالد الجندي: «محمد هداية» مُنكر المعراج حاصل على دبلوم تجارة وليس دكتوراه | فيديو
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن محمد هداية، الذي ادعى أنه لا توجد صلاة جمعة، ولا صلاة نهارية، بجانب إنكار حدوث الإسراء والمعراج مستشهدًا ببعض الآيات في غير موضعها بمنتهى الإجحاف، ويدعي أنه دكتور لا يحمل سوى دبلوم تجارة.
وأضاف الجندي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع عبر فضائية "dmc"، اليوم الخميس، أن الـ «د» التي تشير إلى مؤهل الدكتوراه هي مزيفة، ومزورة، شأن الدالات الكثيرة، التي يحملها كل من هب ودب، بحسب وصفه، مشددا على ضرورة معرفة كل من يظهر على الشاشة، والمؤهل الذي يحمله.
وأوضح الجندي، أن الله ذو معارج من القرآن، وهو ما أنكره هذا الشخص الذي ادعى أنه دكتور، وهو لا يحمل سوى شهادة دبلوم التجارة بعد البحث والتقصي عنه.
أنكر حدوث الإسراء والمعراج
يذكر أن محمد هداية، خرج منذ مدة، وأنكر حدوث الإسراء والمعراج، وادعى فرض صلاتين فقط على المسلمين.
وفرضت الصلوات الخمس على الرسول صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج عندما عرج إلى السماوات مع جبريل عليه السلام بأمر من الله تعالى حيث رأى في السماوات العليا جميع الأنبياء صلوات الله عليهم حيث شاهد آدم عليه السلام وموسى وعيسى وإدريس وإبراهيم سلام الله عليهم ثم إلتقى بالله تعالى ففرض عليه الصلوات حيث كان عدد الصلوات خمسين صلاة.
خمسين صلاة
وقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم في المعراج: َ(فَرَضَ اللَّهُ عز وجل عَلَى أُمَّتِي خَمْسِينَ صَلَاةً فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ حَتَّى مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى فَقَالَ مَا فَرَضَ اللَّهُ لَكَ عَلَى أُمَّتِكَ قُلْتُ فَرَضَ خَمْسِينَ صَلَاةً قَالَ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ فَرَاجَعْتُ فَوَضَعَ شَطْرَهَا فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى قُلْتُ وَضَعَ شَطْرَهَا فَقَالَ رَاجِعْ رَبَّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ فَرَاجَعْتُ فَوَضَعَ شَطْرَهَا فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ فَرَاجَعْتُهُ فَقَالَ هِيَ خَمْسٌ وَهِيَ خَمْسُونَ لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَ) فرجع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى موسى فقال له راجع ربك فقال النبي استحيت من ربي ثم انطلق به جبريل عليه السلام حتى انتهى به المطاف إلى سدرة المنتهى في الجنة.
التعبد قبل الإسراء والمعراج
يروي محمد ابن إسحاق، من علماء الحديث أن "الصلاة حين افترضت على رسول الله أتاه جبريل وهو بأعلى مكة، فهمز له بعقبه في ناحية الوادي، فانفجرت منه عين، فتوضأ جبريل ورسول الله ينظر إليه ليريه كيف الطهور للصلاة، ثم توضأ كما رأى جبريل، وقام به جبريل فصلى به، ثم انصرف جبريل فجاء رسول الله خديجة، فتوضأ لها ليريها كيف الطهور للصلاة، كما أراه جبريل فتوضأت، ثم صلى بها، كما صلى به جبريل، فصلت بصلاته".
وهذه الرواية تخالف النص القرآنى فى شقها الخاص بالوضوء، والذي نزلت آياته في سورة المائدة وحدّدت شكل الوضوء والطهارة عند الصلاة، بنصها على أنه إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين فهذه السورة نزلت فى المدينة بعد هجرة الرسول.
والرأي الثاني يقول فيه ابن حجر الهيتمي في كتابه "تحفة المحتاج لشرح المنهاج" إنه "لم يكلف الناس إلا بالتوحيد فقط، ثم فرض عليهم من الصلاة ما نزل فى سورة المزمل"، أى ما كان يقوم به النبي محمد فقط من صلوات قيام الليل والذي خففه بعد حين القرآن عنه بقيام نصف الليل.
الحكمة من رحلة الإسراء والمعراج
بعدما سدّ أهل الأرض الأبواب أمام دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- جاءت رحلة الإسراء والمعراج لتُبيِّن لهم أن الآفاق مفتوحة أمام الدعوة، وأن الله -تعالى- سينصر نبيّه، بالإضافة إلى مؤانسة الله -تعالى- لنبيّه وتعويضه بعدما نالت قريش منه بعد عام الحزن الذي توفّيت فيه زوجته خديجة وعمّه أبو طالب الذي كان يدافع عنه ضد قريش، وبعد الأذى الذي تلقّاه من أهل الطائف عند هجرته إليهم
رحلة الإسراء والمعراج
ووقعت حادثة الإسراء والمعراج في السنة العاشرة من بعثة النبي -عليه الصلاة والسلام- بعد وفاة زوجته خديجة -رضي الله عنها- وعمّه أبي طالب، حيث كانا أعزّ نصيرين ومعينين للنبي من الناس، فكان عمّه يمنع عنه مكائد قريش، ويدافع عنه أمامهم، وكانت زوجته خديجة تشدّ أزره وتقدّم له كلّ دعمٍ ماديٍّ ومعنويٍّيحاتجه، فحزن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- على وفاتهما حزنًا شديدًا حتى سميّ ذلك العام بعام الحزن؛ لشدّة ما بدا على النبي -عليه الصلاة والسلام- من حزن لوفاتهما.
ومما زاد الهمّ والحزن في قلب النبي -عليه الصلاة والسلام- أن تطلّع لأهل الطائف يدعوهم إلى دين التوحيد بعد كلّ الصدود والتكذيب والتعذيب، الذي لاقاه من قومه في مكّة، فذهب إلى الطائف رجاء أن يتّبعوه وينصروه، فسخروا منه واستهزؤوا به وأرسلوا خلفه غلمانهم وأطفالهم يرمونه بالحجارة، فخرج من الطائف مهمومًا حزينًا، فتلت هذا الهموم رحلة الإسراء والمعراج، لتكون إيناسًا للنبي -عليه الصلاة والسلام- وتخفيفًا عليه من شدّة ما لاقى من تكذيبٍ وكفرٍ من قومه.