حزب الله يتحدى إرادة الدولة ويشعل لبنان بالوقود الإيراني
بينما تستعد الدولة اللبنانية لفتح صفحة جديدة مع العالم للحصول على التمويلات اللازمة لإنقاذ اقتصادها، منيت بضربة جديدة في خاصرتها.
مليشيا حزب الله
والضربة هذه المرة من مليشيا حزب الله التي تحدت إرادة الدولة، وخاطرت بموقفها الدولي على صعيد العقوبات، لتستورد المحروقات من حليفتها إيران.
وسبق أن أثار إعلان مليشيا حزب الله في 19 أغسطس الماضي عزمها استقدام الوقود من طهران انتقادات سياسية من خصومها الذين يتهمونها بأنها ترهن لبنان لإيران، فيما كانت السلطات اللبنانية أعلنت مرارًا أنها ملتزمة في تعاملاتها المالية والمصرفية عدم خرق العقوبات الدولية والأمريكية المفروضة.
الدولة في مهب الريح
لكن اليوم، دخلت عشرات الصهاريج المحملة بالمازوت الإيراني الذي استقدمه حزب الله من داعمته الرئيسية طهران صباح الخميس إلى لبنان، آتية من سوريا المجاورة، وفق ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.
وبدأت عشرات الصهاريج ذات اللوحات السورية تدخل صباحًا على مراحل منطقة الهرمل (شرق) عبر معبر غير شرعي، وفق ما أفاد مراسل فرانس برس.
وعلى طول الطريق باتجاه مدينة بعلبك، حشدت الميليشيا أنصارها لرفع أعلام حزب الله حول أماكن مرور الصهاريج.
وتضم القافلة 80 صهريجًا، بسعة 4 ملايين لتر، على أن تفرغ حمولتها في مخازن محطات الأمانة في مدينة بعلبك، المدرجة منذ العام 2020 على قائمة العقوبات الأمريكية، قبل أن يتم توزيعها لاحقًا وفق لائحة أولويات حددها الحزب.
أزمة محروقات
ويشهد لبنان أزمة محروقات حادة مع تراجع قدرته على الاستيراد على وقع انهيار اقتصادي متسارع.
وخلال الأشهر الماضية، تراجعت تدريجًا قدرة مؤسسة كهرباء لبنان على توفير التغذية لكل المناطق، ما أدى إلى رفع ساعات التقنين لتتجاوز 22 ساعة يوميًا. ولم تعد المولدات الخاصة قادرة على تأمين المازوت اللازم لتغطية ساعات انقطاع الكهرباء.
ويأتي وصول الصهاريج قبل ساعات من اجتماع تعقده الحكومة الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي وعلى جدول أعمالها نقاش البيان الوزاري، الذي يضم الخطوط العريضة لعملها في المرحلة المقبلة وإقراره، قبل التوجه الأسبوع المقبل إلى البرلمان لنيل ثقته.
ضربة لجهود استعادة الدولة
وبالأمس، تعهدت الحكومة اللبنانية الجديدة باستئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي بالتزامن مع تنفيذ إصلاحات يطالب بها المانحون وفقا لمسودة بيان بشأن سياسات الحكومة الجديدة للتصدي لإحدى أسوأ حالات الانهيار الاقتصادي في التاريخ.