محاكمة الموتى.. أولى مسابقات مجلة التحرير
بعد قيام ثورة يوليو بشهور قليلة تقدم البكباشى جمال عبد الناصر الى إدارة المطبوعات لإصدار مطبوعة تصدر باللغة العربية تتحدث بلسان الثورة،وتدعو لها، وتتبنى قضاياها محليا وعربيا وعالميا. و صدرت مجلة التحرير فى مثل هذا اليوم 16 سبتمبر عام 1952، وهي أول صحيفة تصدرها الثورة بعد التفكير في إنشائها بـ 16 يوما فقط.
قام بإصدار مجلة التحرير صحفيون من الذين عملوا في دار روز اليوسف خلال فترة او أخرى من حياتهم ومنهم عبد المنعم الصاوى، حسن فؤاد، يوسف إدريس ، عبد الرحمن الشرقاوى، سعد التائه، زهدى، سعد لبيب وعبد الغنى أبو العينين وغيرهم من رواد روز اليوسف.
عشرة رؤساء تحرير
تعاقب علي رئاسة مجلة التحرير 10 من رجال السياسة والصحافة والأدب، وكان اول رئيس تحرير لها الكاتب أحمد حمروش.لكنه لم يستمر طويلا فقد استبدل في العدد الرابع بالفنان ثروت عكاشة الذى أبعد هو الاخر بعد أقل من عام ليتولى مسئولية إصدارها أنور السادات في أغسطس 1953 عندما أصدر صحيفة الجمهورية عن دار التحرير للصحافة وأصبحت التحرير مجلة اسبوعيى تابعة لها في نوفمبر 1953 وتولى حلمى سلام رئاسة تحريرها تابعة لها.
ويحكى الكاتب أحمد حمروش في مقال بمجلة روز اليوسف عام 1968 عن إصدار مجلة التحير فيقول: روح روز اليوسف الشابة المتحمسة انتقلت الى مجلة التحرير وسجلت رقما قياسيا في التوزيع لم تصله مجلة مصرية وصل الى 100 الف نسخة.
الرافعى يعترف
كتب في مجلة التحرير البكباشى جمال عبد الناصر مقالاته كما كتب فيها جميع أعضاء مجلس قيادة الثورة، وكتب المؤرخ عبد الرحمن الرافعى في العدد الأول مقالا غير سياسيا قال فيه:الحياة كلها تجارب وعبر، بل هي مدرسة التجارب والحياة، أو هي كتاب مفتوح يستطيع الإنسان أن يتعلم منها ما لا يمكن أن يعرفه من أي كتاب آخر.، وحياة الإنسان ليست كلها صوابا أو سدادا، ولا يوجد إنسان يخلو من الخطأ والشطط في حياته، إنى معترف إني أخطأت في الحياة أخطاء عدة لكنها لم تخرج والحمد لله عن القواعد المستطاعة.
أيضا بدأ خالد محيى الدين كتابة سلسلة مقالات عن ذكرياته خلال حرب فلسطين،
وأضاف حمروش: ومضت وكما افرج عنى أفرج عن احسان احسان عبد القدوس في مجلة التحرير عن موعد عودة الجيش الى ثكناته فدخل بعدها السجن ودخلت انا أيضا السجن وأبعدت عن المجلة بسبب اتجاهاتى اليسارية
وتوالى عليها عدد من رؤساء التحرير حتى توقفت نهائيا في يونيو 1959
أقامت مجلة التحرير في يوليو عام 1953، مسابقة لقرائها تحت عنوان "محاكمة الموتى"، التي تقوم على ترشيح أسماء المطلوب تقديمهم للمحاكمة بتهمة إشاعة الفساد في الحكم، واستمرت المسابقة أسبوعين، بعدها قامت لجنة خاصة بالمجلة بفحص ردود القراء، ووصل عدد المشاركين في المسابقة عشرة آلاف و865 متسابقا.
اسماء المرشحين
وانحصرت أسماء المرشحين للمحاكمة في: الخديو إسماعيل، والخديو توفيق وسعيد وعباس ومحمد علي الكبير، وعلي خنفس، قاضي محكمة دنشواي، والأميرلاي محمود عبد المجيد، نوبار باشا، أحمد الوكيل والد زوجة النحاس باشا، بطرس غالي، أحمد حسنين رئيس ديوان الملك، أمين عثمان، الملكة نازلي، الأميرة شويكار، إسماعيل صدقي، كريم ثابت وغيرهم، ويلاحظ أن أغلب المرشحين هم من أعضاء حاشية الملك فاروق.
إفساد الملك فاروق
وكان أكثرهم عددا أحمد حسنين، بتهمة إفساد الملك فاروق، سليم زكي بتهمة ملء السجون بالأبرياء، وزكي الأبرشي بتهمة سرقة الفلاحين، وأمين عثمان الجاسوس الرسمي للإنجليز، وبعد إجراء القرعة فاز محمود وهيب بالجائزة الأولى وقدرها 25 جنيها، والثانية إبراهيم ونس 10 جنيهات، والثالثة محمد إبراهيم 5 جنيهات، وهناك عشرة جوائز أخرى قيمة كل منها جنيه واحد لعشرة متسابقين.