التنويري الذي ضل طريقه في أدغال أفريقيا.. من هو عدنان الصحراوي الذي أعلنت فرنسا عن مقتله؟
أعلنت فرنسا، أمس الأربعاء، أن قواتها قتلت زعيم تنظيم "داعش" بمنطقة الصحراء الكبرى، عدنان أبو وليد الصحراوي.
واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مقتل الصحراوي "نجاحًا كبيرًا آخر في الحرب ضد الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل.
فمن هو عدنان أبو وليد الصحراوي؟
عدنان أبو وليد الصحراوي، قائد داعش بالصحراء الكبرى المقتول، اسمه الحقيقي الحبيب ولد علي ولد سعيد ولد يماني، وهو مولود في العيون بالصحراء المغربية.
لا يخطر على بال أحد أن "عدنان" الحاصل على شهادة البكالوريا ثم دراسة العلوم الاجتماعية في جامعة منتوري بقسنطينة ليتخرج فيها عام 1997 سيبصح زعيمًا إرهابيًّا، وفقًا لـ"theafricareport".
ظلت شخصية "الصحراوي" محل جدل واسع لكثير من المراقبين بمنطقة المغرب العربي؛ فرغم انتمائه لعائلة تجارية ثرية إلا أنه انضم إلى جبهة البوليساريو، وتلقى تدريبات عسكرية بين صفوفها.
شمال مالي
ومن شمال مالي، قاد "الصحراوي" تحركات إرهابية في هذا البلد الإرهابي، وتحديدًا بعد تمرد الطوارق وانقلاب باماكو؛ حيث دخلت البلاد في أزمات أمنية لتصبح الأجواء خصبة لتحركاته هو ومجموعته الإرهابية فدخل بالفعل جاو بأعلامهم السوداء ليصبح "أحد أسياد" مدينة أسكيا.
على الرغم من أنه لم يكن معروفًا كثيرًا لسكان جاو في مالي إلا أن الكثيرين لاحظوا تأثيره وقدرته على جذب الخيوط خلف الكواليس.
ولمدة عام تقريبًا، فرض مع مسلحيه "الشريعة" وجعل الحجاب إجباريًّا على النساء، وفرض قطع أيدي السارقين، وحظر الموسيقى والرياضة والكحول والتبغ.
مجلس شورى المجاهدين
من بين صفوف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي خرج "الصحراوي" ثم أسَّس ما يُعرف بمجلس شورى المجاهدين في جاو بمالي عام 2013، وذلك بعد دمج أتباعه مع حركة التوحيد والجهاد برئاسة مختار بلمختار، ولواء الملثمين في أغسطس من العام نفسه.
وبهذه الأضلاع الثلاثة جرى تشكيل ما عُرف بـ"تنظيم المرابطون"، وبات زعيمًا مهمًا فيه ثم أميرًا له فيما بعد.
الولاء بداعش
وفي مايو 2015، أعلن عدنان أبو وليد لأول مرة ولاء مجموعته لداعش ليعترف التنظيم الإرهابي به في أكتوبر من العام 2016، بحسب المعلومات المتوفرة عنه على موقع وزارة العدل الأمريكية.
لكن لم يَقبل كل المرابطين بهذه الخطوة، وعارضه مختار بلمختار، مما تسبب في انقسام في المجموعة، وتحت قيادة أبو وليد أزاح تنظيم داعش الإرهابي المنتشر على طول الحدود بين مالي والنيجر عن سلسلة هجمات إرهابية نفذها التنظيم.
غير إن العملية الأكثر تأثيرًا كانت تلك التي وقعت في 4 أكتوبر 2017 باستهداف دورية مشتركة بين الولايات المتحدة والنيجر في منطقة تونجو تونجو في النيجر والقريبة من الحدود المالية.
وأسفرت تلك العملية الإرهابية عن مقتل أربعة جنود أمريكيين وأربعة جنود نيجيريين، ما دفع وزارة الخارجية لتصنيف أبو وليد بـ"إرهابي عالمي" في 16 مايو 2018.
مكافأة أمريكية
وأمام ذلك عرضت وزارة الخارجية الأمريكية مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار لمَن يدلي بمعلومات عن عدنان أبو وليد الصحراوي بعد ضمه على القائمة السوداء.
ولسنوات احتفظ "الصحراوي" بحق جمع "الزكاة" رافعًا شعار التهديد والإعدام في بعض الأحيان، وهو الوعيد نفسه الذي تلقاه خصومه على أسس عرقية أو الذين يشتبه في تعاونهم مع "العدو".
الجماعات المتشددة
وفي منطقة تعج بالجماعات المتشددة، ظهرت نزاعات بين "داعش" وتنظيمات أخرى، إلا أن جماعة الصحراوي شنت هجمات عدة على الحدود بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر.
وفي يناير من العام الماضي، أعلنت فرنسا أنها تعتبر جماعة الصحراوي أبرز عدو لها في المنطقة.
الصيد الثمين
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، أن القوات الفرنسية قتلت عدنان أبو وليد الصحراوي زعيم تنظيم داعش الإرهابي بمنطقة الصحراء الكبرى.
وقال ماكرون في تغريدة على تويتر: إن قائد التنظيم "تم تحييده على أيدي القوات الفرنسية"، في مصطلح عسكري أوضح الإليزيه أنه يعني أنه "قُتل".
وأضاف ماكرون في تغريدة على تويتر "إنه لنجاح كبير آخر في حربنا ضد الجماعات الإرهابية في المنطقة".
وفي تغريدة ثانية قال ماكرون إن "الأمة تفكر هذا المساء بكل أبطالها الذين ماتوا من أجل فرنسا في منطقة الساحل في عمليتي سرفال وبرخان، وبالعائلات المكلومة، وبجميع جرحاها.. تضحيتهم لم تذهب سدى.. مع شركائنا الأفارقة والأوروبيين والأمريكيين سنواصل هذه المعركة".
وتنظيم داعش في الصحراء الكبرى مسؤول عن غالبية الهجمات التي تشهدها منطقة المثلث الحدودي الواقع بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو.
والمثلث الحدودي هو الهدف المفضَّل لجماعتين متشددتين مسلحتين تنشطان فيه، هما "تنظيم داعش في الصحراء الكبرى" و"جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة لتنظيم القاعدة.
وكان متهمالرئيسي في هجمات 13 نوفمبر في باريس، صلاح عبد السلام، قد برر خلال محاكمته، تنفيذه ورفاقه الهجوم بأنه رد على التدخل الفرنسي ضد "داعش" في العراق وسوريا.