بعد هروب أمريكا من أفغانستان.. الاتحاد الأوروبي يسعى لتشكيل قوة عسكرية موحدة
بعد هروب أمريكا من أفغانستان وسقوط حكومة أشرف غني في أيام معدودة أمام حركة طالبان أطلق الاتحاد الأوروبي دعوات لتكوين قوى أوروبية حقيقية يمكنها الدفاع عن دول الاتحاد الأوروبي بشكل يسمح لدول الاتحاد الحصول على الحماية.
وفي إطار تلك الفكرة ضرب الانقسام قادة الاتحاد الأوروبي، حتى امتد أفقيا بين دوله، ليسعى التكتل إلى الخروج من جلباب واشنطن بتحريك المياه الراكدة في حلف الأطلسي.
هذا ما تبيّن في خطاب "حالة الاتحاد" الذي ألقته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، اليوم الأربعاء، وظهر في ردّ فعل الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، الذي لم يثق في تحمس المسؤولة البارزة في التكتل.
فون دير لايين، قالت إن أوروبا ستسعى لتعزيز قدراتها العسكرية، بعد انهيار الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة في أفغانستان، معلنة عقد "قمة دفاعية"، مضيفة "لقد حان الوقت لتنتقل أوروبا إلى المستوى التالي".
انقسام أفقي
وأوضحت أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيستضيف "قمة الدفاع الأوروبي" خلال رئاسة بلاده للاتحاد الأوروبي التي ستستمر ستة أشهر بدءا من العام الجديد.
وتقود باريس الضغوط من أجل تطوير الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 بلدا، المزيد من القدرات العسكرية المستقلة إلى جانب التحالف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وضرب الانهيار السريع للحكومة الأفغانية في نهاية المهمة التي استمرت 20 عاما بقيادة الولايات المتحدة في أفغانستان، وحدة حلف شمال الأطلسي، وتصاعد الجدل في بروكسل حول دور الاتحاد الأوروبي في المنطقة.
لكنّ معظم دول الاتحاد هي أيضا أعضاء في حلف شمال الأطلسي، وبعضها، خصوصا الدول الشرقية، لا يريد تقويض العلاقات مع الولايات المتحدة.
وفي تعميق للتحذير من خطر انفراد الولايات المتحدة بالقرار داخل الحلف الأطلسي، قالت المسؤولة الأوروبية: "كانت مشاهدة الأحداث في أفغانستان مؤلمة جدا لعائلات العسكريين القتلى وأصدقائهم".
وأردفت في نفس المنحى: "علينا التفكير في الطريقة التي يمكن أن تنتهي من خلالها هذه المهمة بشكل مفاجئ. هناك أسئلة مقلقة جدا سيتعين على الحلفاء معالجتها داخل حلف شمال الأطلسي.... لكن ببساطة، ليس هناك أي قضية أمنية ودفاعية يكون حلّها تعاونا أقل".
أمين الأطلسي غير متحمس
وتعهدت فون دير لايين بالعمل مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ من أجل إعلان مشترك جديد بين الاتحاد الأوروبي والحلف على أن يقدّم قبل نهاية العام.
وأظهر مقطع فيديو لخطاب فون دير لايين، صورة لرئيسية المفوضية وهي مبتسمة إلى جانب زعيم الحلف الذي أعرب عن شكوكه بشأن استراتيجية الاتحاد الأوروبي المستقلة.
وقال ستولتنبرج لصحيفة "ذي تليجراف" البريطانية الأسبوع الماضي "أية محاولة لإنشاء هيكليتين متوازيتين وازدواجية هيكلية القيادة، من شأنها أن تضعف قدرتنا المشتركة على العمل معا".
وعلى المدى القصير، تعهدت فون دير لايين، بتقديم 100 مليون يورو إضافية كمساعدات إنسانية لأفغانستان، فيما تعاني الكتلة التداعيات الفورية لاستيلاء طالبان على الحكم.
وأضافت "يجب أن نبذل كل ما بوسعنا لتجنب الخطر الحقيقي هناك والمتمثل بمجاعة كبيرة وكارثة إنسانية. وسنفعل ما بوسعنا وسنزيد مرة أخرى المساعدات الإنسانية لأفغانستان بمقدار 100 مليون يورو" مشددة على وقوف الاتحاد الأوروبي "بجانب الشعب الأفغاني".
المفوضية الأوروبية
ويأتي هذا التعهد الجديد بعدما زادت المفوضية الأوروبية مساعداتها الإنسانية لأفغانستان هذا العام بأربع مرات إلى 200 مليون يورو، فيما تكافح البلاد لتجنب الانهيار بعد استيلاء طالبان على السلطة.
وأكدت بروكسل أن أيا من المساعدات لن يذهب إلى حكام أفغانستان الجدد، وحضت طالبان على ضمان وصول العاملين في المجال الإنساني إلى البلاد.
فيما ذكرت رئيس المفوضية، أن الاتحاد الأوروبي سيحدد "حزمة دعم أفغانية جديدة أوسع نطاقا" خلال الأسابيع المقبلة.