109 عام ذكرى الميلاد
في ذكرى ميلاده.. سر هجوم إسماعيل يس على عبد الناصر.. وكيف عاقبه الزعيم
اضطر الفنان إسماعيل يس الذى لقب بإمبراطور الضحك ـ ولد فى مثل هذا اليوم 1912 ـ أن يعمل في آخر أيامه في كباريه شهرزاد يقدم فيه المونولوجات للسكاري، فهاجمته الأقلام الصحفية بعد اضطرته الظروف إلى العمل في الملاهي الليلية، فبعد أن كان إسماعيل يس نجما مسرحيا وسينمائيا وصل به الحال إلى التدني في فنه.
حتى إن الكاتب محمود السعدنى لقبه في كتابه "المضحكون" بالغلبان “الذي رفعته الدنيا من القاع إلى القمة، فبعد أن أصبح نجما سينمائيا وفنيا عاد من القمة إلى الحالة التي جعلته يعمل كما بدأ في الموالد والكباريهات وهو الذي كان يتهافت عليه المنتجون والمخرجون ويا حظ من يسبق الآخر في نيل التوقيع منه على فيلم جديد”.
سخرية الصياد
كما استخفت به مجلة الصياد اللبنانية وقست عليه في سخريتها منه فكتب رسالة أرسلها لمجلة لصياد يقول فيها: "أكثر من أربعين عاما من العرق والجهد والسهر والدموع وأنا أرسم على وجوه المصريين والعرب الابتسامة والضحكة، قدمت خلال مشوار حياتي أكثر من 400 فيلم،غنيت 300 مونولوج ومثلت ما يقرب من 60 مسرحية وكنت زى الدواء للإنسان المهموم أخفف عنه وانسيه غمه وهمه، أنا خدمت البلد كثير واتبرعت بأموال كثيرة من أفلامى ومخدش شهادة تقدير ولا ميدالية صفيح واتخرب بيتى من الضرائب أعيش ازاى وأربى ابنى ازاى".
وأضاف إسماعيل يس: بدأت بداية غير سهلة فقد كافحت كفاحا قاسيا حتى أن كل ابتسامة ابتسمتها، الآن دفعت ثمنها، ففي مطلع حياتى ألف دمعة دون مبالغة لكن إيمانى بالله كان هو الدافع، وأحمد الله لأننى بكفاحي استطعت تحقيق كل ما تمنيته إلا أننى حزين أن تنهي حياتي بهذا الشكل بعد أن اضطهدتنى البلد التي عملت كثيرا من أجلها. لكن دائما النهايات الصعبة في حياة الفنان لا يشعر بها الذين أضحكهم"..
قصته مع الرئيس السلال
فبالرغم من الرئيس جمال عبد الناصر كرم الفنان إسماعيل يس بسبب فيلمه إسماعيل يس في الجيش إضافة إلى تبرعه بإيراد بعض مسرحياته لتسليح الجيش أثناء العدوان الثلاثى.. إلا أنه قيل إن عبد الناصر هو سبب تعاسته، فقيل في الأوساط الفنية إن عبد الناصر طلب من إسماعيل يس الترفيه عن الرئيس اليمنى عبد الله السلال الذي كان يعالج بمستشفى المواساة بالإسكندرية بناء على طلب السلال الذي يحبه يس ويعجب بأدائه.
نكتة السحار هى السبب
كان يس يذهب إلى السلال يوميا ويسمعه نكتة تضحكه، إلا أنه مل إلقاء النكت عليه فامتنع عن الذهاب إليه وزاد بأن ألقى عليه نكتة سمعها من الكاتب عبد الحميد جودة السحار تحكى عن رجل يذهب كل يوم إلى بائع الصحف ويقرأ العناوين وينصرف دون أن يشتري أي جريدة، وفي أحد الأيام سأله بائع الصحف عن السر فى هذا فقال له إنه ينتظر قراءة خبر وفاة أحد الأشخاص. فقال له البائع إن خبر الوفاة ينشر بصفحة الوفيات، فرد إسماعيل خبر الوفاة الذي أنتظره سيكون فى الصفحة الأولى.
بداية المأساة
وعلم عبد الناصر بالواقعة التي كان يس يرددها في كل مكان، فغضب منه ومنعه في أول أمر من تمثيل أدوار السيدات التي كان قد برع فيها وحاصرته المشاكل ومنع من التعامل مع المسرح العام والسينما.
فبعد مشوار طويل في المسرح والسينما عانى إسماعيل يس وهو في الخمسينات من عمره عانى من قلة الأعمال التي تعرض عليه سينمائيا وهو ما اضطره إلى السفر إلى لبنان للعمل هناك مونولوجست وفى الإعلانات بأدوار صغيرة في بعض الأفلام ومسلسل تليفزيوني واحد.
نهاية نجم
وحينما عاد إلى مصر وجد أن الضرائب قد حجزت على فيلته وعلى رصيده في البنك والذى كان يبلغ 200 ألف جنيه ليصل رصيده بعد الحجز إلى 2 جنيه وهو ما تسبب في إصابته بشلل نصفى لفترة وبعد علاجه اضطر إلى العمل في الكباريهات من أجل سد احتياجات حياته، فعاش في شقة إيجار صغيرة في الزمالك وعمل في كباريه شهرزاد لتقديم المونولوجات مقابل 300 جنيه في الليلة، إلا أنه لم يستمر أكثر من أسبوعا ليرحل وهو لا يملك مدفنا، ودفن في مدفن شوقى كوسة صاحب كباريه شهرزاد.