مسلسل عقوق الوالدين عرض مستمر.. تعذيب وضرب وطرد.. والقانون لا يحوي نصا عقابيا صريحا
"قلبى على ولدى انفطر.. وقلب ولدى علىَّ حجر".. مَثل شعبى شهير يجسد مدى جحود الأبناء تجاه الآباء سبب وجودهم فى هذه الحياة.. فيقول الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم {وبالوالدين إحسانا}.. ولكن هناك الكثير من الأبناء أصبحوا يرفعون شعار "وبالوالدين عقوقا"!.. هؤلاء الذين تجردت مشاعرهم من الرحمة والفطرة التى خلقنا الله عليها.
التعذيب
منشور تم تداوله على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، تحت عنوان «5 أبناء يعذبون والدتهم للحصول على الميراث»، ويتضمن تضرر سيدة من أبنائها في منطقة العمرانية بالجيزة، بإجبارها على وضع بصمتها في عقود بيع وشراء ممتلكاتها من المنزل.
وبالفحص تبين أنه ورد بلاغا لقسم شرطة العمرانية بمديرية أمن الجيزة، من ربة منزل، مقيمة بدائرة القسم، مصابة بكدمات وجروح سطحية وسحجات بالجسم، يفيد بقيام أبنائها الخمسة، جميعهم مقيمين بدائرة القسم، بالتعدي عليها بالسب والشتم والضرب محدثين إصابتها وإكراهها على توقيع عقد بيع ممتلكاتها والاستيلاء على هاتفها المحمول.
رجب فرج
وتنوعت جرائم عقوق الوالدين ما بين الضرب والطرد والإهانة، ومن بينهم قصة رجب فرج عبد الله محمد، مسن بالمعاش يبلغ من العمر 76 عامًا بمحافظة المنيا، يعاني من أمراض كثيرة تعرض إلى الإهانة والطرد من منزله بجانب زوجته المريضة التي تعاني من شلل وعدم القدرة على الحركة، من قبل ابنهم العاق الذي يعد أصغر أولادهم بحجة أنه يريد بيع المنزل لكسب بعض المال من السمسرة.
رجب فرج، قال إنه تعرض هو وزوجته المريضة إلى الإهانة والضرب وتحطيم أثاث المنزل الذي انتهى إلى الطرد من منزله على يد أصغر أبنائه العاق، بعد أن سانده وتحمل متاعبه وزوّجه وصرف عليه وسمح له بالإقامة معه بالمنزل، كانت هذه هي النتيجة والمكافأة التي أعطاها الابن لوالده.
أم عجوز
وفي القليوبية، تحجر قلب ابن عاق ناحية أمه العجوز البالغة من العمر 80 عاما وانصاع لرغبات زوجته الجاحدة وألقى والدته فى الشارع.
وظلت العجوز لمدة يوم كامل تصارع المرض، حتى وجهت استغاثة عاجلة لغرفة عمليات مجلس الوزارء، استغاثت فيها من ابنها الجاحد الذى ألقاها فى الشارع ورفض إقامتها معه لأن زوجته ترفض خدمتها.
الواقعة هزت أرجاء مدينة قليوب واستجابت غرفة عمليات مجلس الوزراء للاستغاثة وإبلاغ فوزى القاضى وكيل وزارة التضامن الاجتماعى بالقليوبية تحرك الذى أرسل فريق استغاثة وتم نقل السيدة المسنة إلى دار مسنين بشبرا.
الرأي القانوني
وعن الرأي القانوني، قال شادي طلعت مدير اتحاد المحامين للدراسات القانونية، أن كلمة عقوق شاملة وعامة، وتسير بنا إلى أكثر من معنى، وطبقًا للغة والدين، فإن العقوق يقع بقول كلمة (أف) للوالدين أو أحدهما، وينتهي بإيقاع الضرر البدني عليهما أو على أحدهما.
وتابع: القانون لا يلزم الإبن العاق بأكثر من نفقة مطلوبة للأكل والمشرب، وسائر أمور النفقة الأخرى مثل المسكن، والعلاج....إلخ، على حسب الاستطاعة المادية للإبن.
واستكمل: وفي حالة إحداث أي أذى بدني على الوالدين أو أحدهما، فإن قانون العقوبات يكون هو الحكم هنا، بداية من السب والقذف فالضرب، فإحداث عاهة، ونهاية بالقتل، لكن لا يوجد في القانون المصري ما يشير صراحة إلى عقوبات عقوق الوالدين.
