مطالبًا بالإصغاء وقبول الآخر.. البابا فرنسيس ينفي شائعة استقالته من الفاتيكان
طالب البابا فرنسيس بابا الفاتيكان المسيحيين واليهود بالإصغاء للأخرين، والمساعدة في قبول الآخر، موضحًا أنه من الممكن أن تكون لدينا مصداقية في عيون العالم إذا كان العالم جذورًا للسلام وبراعم للوحدة. وذلك خلال قيامه بأول زيارة خارج الفاتيكان بعد تعافيه من عملية جراحية، والتقاءه ممثلي مجلس الكنائس المسكوني وبعض الجماعات اليهودية في المجر.
وكتب البابا فرنسيس تغريدة على تويتر "إذ نتجذّر في الإصغاء إلى العليِّ وإلى الآخرين، سنساعد معاصرينا على قبول بعضهم البعض ومحبّة بعضهم البعض. وإن كنا فقط جذور سلام وبراعم وحدة، سنكون ذات مصداقيّة في عيون العالم، الذي ينظر إلينا بالحنين الذي يُزهر الرجاء"
أول زيارة للبابا فرنسيس
يذكر أن البابا فرنسيس بدأ، اليوم الأحد، أول زيارة له إلى سلوفاكيا، بعد العملية الجراحية التي أجريت له في يوليو الماضي، والتي أثارت قلقا على صحته، كما تُعد زيارته إلى سلوفاكيا هي الرابعة والثلاثون التي يقوم بها الى الخارج منذ وصوله الى رأس الكنيسة الكاثوليكية، وسيتوقف قبل وصوله في بودابست، ويعقد لقاءً قصيرًا مع رئيس الوزراء المجري فكتور أوربان.
ونفى البابا بزيارته هذه ما أثير، مؤخرًا، من شائعات عن استقالته، بسبب وضعه الصحي، خاصة بعد خضوعه لعملية جراحية في القولون بسبب التهاب في جدار الأمعاء، حيث يرافقه طبيبه الشخصي كالعادة في الطائرة.
ويقضى البابا في بودابست سبع ساعات يرئس خلالها القداس الختامي للمؤتمر الإفخارستي الدولي. وتعد زيارته لبودابيست زيارة روحية وليست رسمية، لكنه يعقد، على الهامش، لقاء مع الرئيس يانوش أدير ورئيس الوزراء فيكتور أوربان بحسب البرنامج الرسمي للزيارة.
لقاء ممثلي الكنائس
في اليوم الأول من زيارته الرسولية إلى بودابست وسلوفاكيا التقى البابا فرنسيس، اليوم الأحد، في العاصمة المجرية ممثلي مجلس الكنائس المسكوني وبعض الجماعات اليهودية وذلك في متحف الفنون الجميلة.
وقال البابا فرنسيس في بداية كلمته: "حضوركم معا تعبِّر عن رغبتكم الكبيرة في الوحدة. إنها تروي مسيرة، كانت في بعض الأحيان شاقة، في ماضٍ صعب، لكنكم واجهتموها بشجاعة وإرادة حسنة، وساندتم بعضكم بعضا تحت أنظار العليّ الذي يبارك الإخوة الذين يسكنون معا".
وتابع: "أبارك طريق الشركة الذي تسلكونه. أتوجه بفكري إلى دير بانّونهالما، المركز الروحي النابض لهذا البلد، حيث التقيتم قبل ثلاثة أشهر للتفكير والصلاة معا. أن نصلي معا، بعضنا من أجل بعض، وأن نعمل معا في المحبة، بعضنا مع بعض، من أجل هذا العالم الذي يحبه الله كثيرا، هذا هو الطريق العملي نحو الوحدة الكاملة. أراكم إخوة في إيمان أبينا إبراهيم"
وأضاف "أقدّر كثيرا الالتزام الذي أبديتموه في هدم جدران الماضي الفاصلة. يهودا ومسيحيين، تريدون أن تروا في الآخر لا إنسانا غريبا، بل صديقا، لا خصما، بل أخا. هذا هو التغيير في النظرة الذي يباركه الله، والتوبة التي تفتح البدايات الجديدة، والتطهير الذي يجدد الحياة".
وقال البابا فرنسيس إن من يتبع الله مدعو إلى أن يترك، حيث يُطلب منا أن نترك سوء فهم الماضي والادعاءات بأننا على صواب، واعتبار الآخرين مخطئين، وذلك "لكي نسير نحو وعده بالسلام، لأنّ الله لديه دائما خطط للسلام، وليس للبلوى".