واشنطن توقف جميع رحلات إجلاء الأفغان للولايات المتحدة
أعلنت واشنطن توقف جميع رحلات إجلاء الأفغان للولايات المتحدة من قواعد عسكرية في الخارج، حسبما أفادت قناة “العربية” في نبأ عاجل.
يذكر أن كشفت صحيفة "بوليتيكو" أن الولايات المتحدة استخدمت قاعدة النسر السرية التي توجد خارج كابل لإجلاء مئات الجنود الأمريكيين ونحو ألف عنصر من القوات الأفغانية الخاصة وعائلاتهم.
ممر آمن
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في وكالة الاستخبارات الأمريكية أن المسؤولين الأمريكيين أصدروا تعليمات بهدوء للمواطنين الأمريكيين والأفغان المعرضين للخطر، بما في ذلك القوات الخاصة الأفغانية (الكوماندوز)، بالتوجه إلى قاعدة سرية لوكالة المخابرات المركزية خارج كابل لتأمين ممر آمن إلى الولايات المتحدة، وسط مخاطر متزايدة من هجوم إرهابي على مطار العاصمة الرئيسي.
وبحسب المصادر ذاتها أسفرت العملية السرية، التي جرت على مدى عدة أسابيع في أغسطس الماضي، عن إجلاء ناجح لمئات من المواطنين الأمريكيين والأفغان، بمن فيهم أفراد من نخبة القوات الخاصة الأفغانية وأسرهم.
مخابرات مركزية
وأكد مسؤول أمريكي مشاركة وكالة المخابرات المركزية في عملية الإخلاء، مشيرا إلى أن الوكالة "عملت عن كثب مع وكالات أخرى لتسهيل الوصول إلى المطار، بطرق مختلفة، للمواطنين الأمريكيين والأفغان المعرضين للخطر".
وتم نقل بعض الذين جرى إجلاؤهم عن طريق الجو من المجمع السري، المعروف باسم "قاعدة النسر"، إلى المطار من أجل تجنب الحشود والتهديد الإرهابي في البوابات.
وعلى الجانب الآخر يعكف خصوم الولايات المتحدة الأمريكية علي استغلال انسحابها من أفغانستان الذي طغت عليه الفوضى، والمضي قدما في الاستفادة من تلك الأزمة التي فسرها البعض بأنها علامة ضعف في تاريخ أمريكا.
جرس إنذار
وذكرت صحيفة "الصن" البريطانية، أن خصوم أمريكا في روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران ستمضي قدما في تعزيز قدراتها العسكرية، حتى كانت تدق حتى وقت قريب جرس الإنذار في واشنطن.
وقالت إن الانسحاب الفوضوي من أفغانستان بعد مرور 20 عاما على الحرب هناك، أدى إلى تحطيم "صورة القوة الأمريكية التي لا تقهر في مرحلة ما بعد الحرب الباردة"، على الأقل في الوقت الراهن.
وأضافت أن هؤلاء يتسابقون لتعزيز ترسانتهم العسكرية الضخمة، مع تراجع الولايات المتحدة في دورها كشرطي للعالم.
استغلال أخطاء الخصم
واعتبر الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، نايجل ديفيز، أن السقوط الفوضوي للحكومة الأفغانية يعتبر علامة ضعف أمريكية.
وأضاف "إذا أظهر خصمك صفات سلبية، فستسفيد أنت من ذلك".
وتابع: "سيشعرون بالجرأة وسيحاولون اختبار ما إذا كان الأمريكيون حقا يحافظون على عزمهم".
وحذر من دخول الغرب مرحلة من عدم الاستقرار مستقبلا، إذ ستكون المنافسات أكبر وليست أقل.
لغة دبلوماسية
وسخرت روسيا من الولايات المتحدة، وقالت ان انهيار الحكومة الأفغانية وتسليمها الحكم بشكل شبه طوعي لحركة طالبان هو "نتيجة طبيعية لـ 20 عاما من جهود "الدمقرطة" الأمريكية لأفغانستان.
وتستخدم روسيا لغة دبلوماسية هادئة مع حركة طالبان الأفغانية، فيما يبدو أنه نكاية بالغرب، مع أن موسكو لم تعترف حتى الآن بحركة طالبان.
وعلى الصعيد العسكري، يواصل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، تعزيز قدرات جيشه، فقد أضاف صواريخ قادرة على محو المدن الأمريكية إلى غواصتين نوويتين أخريين في ترسانة روسيا المتنامية.