عادل عبد الحفيظ يكتب: أكبر مدن قنا تشكو قلة حيلتها وهوانها على المسئولين
هى إحدى أكبر مدن الصعيد وخاصة جنوبه.. تقع فى أقصى شمال محافظة قنا، وهى البوابة الشمالية التى تربط بين محافظتي "قنا – سوهاج"، ويبلغ عدد سكانها نصف مليون نسمة تقريبًا، يسكنون 34 قرية وأكثر من 122 نجعًا وتابعًا،
عن مدينة "أبو تشت" نتحدث.. عن المدينة التى تشكِّل لوحة تناغم حقيقي، فهى متنوعة القبائل والأيدولوجيات، ويسكنها مسلمون وأقباط، ولم يسجل التاريخ أنها شهدت يومًا صراعًا طائفيًّا أو قبليًّا أو حتى جهويًّا، سكانها متناغمون بشكل غريب ونسيج لا يمكن تقسيمه مطلقًا.
مصانع السكر
سكانها الطيبون والذين أعياهم على مدى 100 عام تقريبًا الجري والتسابق من أجل كسب قوت يومهم؛ فهى المدينة الوحيدة فى مصر التى لا يوجد بها مصنع أو حتى مطحن، ورغم أنها تشكِّل 40% من إنتاجية مصانع سكر "نجع حمادي" جنوبًا و"جرجا" شمالًا.
للحق وبتوجيهات رئاسية مباشرة لن ينساها الأهالي ولا التاريخ للرئيس عبد الفتاح السيسى، يتم الآن ضخ 3 مليارات و245 مليون جنيه ضمن مبادرته العظيمة "حياة كريمة"، منها 2 مليار و122 مليونًا لأعمال الصرف الصحى ومياه الشرب، وهى نقلة ما كانت لتحصل لولا وجود قيادة سياسية واعية، تعرف أين يقع "الألم" فى قلب الصعيد.
3 آلاف توتوك
لكن ماذا عن الواقع على الأرض؟! الواقع يقول إن هذه المدينة أصبحت إحدى أسوأ مدن مصر قاطبة.. تقربيًا لا يوجد بها شارع واحد تستطيع أن تمر عليه مترجلًا.. انتشر بها ما يزيد عن 3 آلاف توتوك، يفعلون فى الشارع ما لا نستطيع ذكره هنا.. تقطيع أوصال المدينة وقراها وفرض الباعة الجائلين لكلمتهم فى عرض النهار وبعيد عن أي عقاب.. غياب تام لدولة القانون هناك، وإقرار قانون الوساطة والمحسوبية بدايةً من الحصول على شهادة ميلاد، مرورًا بالحصول على علبة لبن أطفال مدعمة، وانتهاءً بالحصول على تذكرة قطار من محطة السكة الحديد.
المسؤولون فى قنا، ومن باب العناد وليس أكثر، يصرون على الإشادة بما يحدث هناك، ويدعمون القيادة التنفيذية لأسبابهم الخاصة، كما حال مدينة "نجع حمادي" وسنعرج عليها مستقبلًا.
يا سادة إن إقرار المخالَفة أسوأ منها بمراحل؛ فليس معقولًا أن يكون غلق الشوارع من الباعة والبلطجية وتحرش السائقين بالسيدات فى الشوارع أصبح أمرًا عاديًّا، وعندما يراهم المسئول يتحدث معهم وكأنه يوافقهم على هذا الأمر!!
وزير التنمية المحلية
بات واضحًا أن ما يحدث من امتهان ودموع وعذاب لسكان هذه المدينة وقراها أثناء مرورهم فى بقايا شوارعها أو التردد على مكاتب خدماتها خارج سيطرة أجهزة المحافظة، وبات مؤكدًا أن وزير التنمية المحلية وجوبيا أن يذهب لمجلس النواب ويشرح كيف وصل حالها.
وحتى مع غياب طلبات إحاطة أو استجوابات ولأسباب الجميع يعلمها.. أن المواطن هو صاحب الإحاطة وصاحب الاستجواب وصاحب البيان العاجل، ومن حقه فى عهد الرئيس "السيسي" أن يسأل "أبو تشت بأي ذنب قتلت"؟!
ليس معقولًا أن يتم الإبقاء على رؤساء وحداتها القروية، سواء رجالا أو إناثا لمجرد أنهم "حبايبنا وبتوعنا وملهومش ذنب".
(سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ) صدق الله العظيم.