الملايين في خطر.. الأمم المتحدة توجه دعوة عاجلة بشأن طالبان
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، المجتمع الدولي لإجراء «حوار» مع حركة طالبان التي استولت على السلطة في أفغانستان، مشددًا على ضرورة منع حدوث «انهيار اقتصادي» في هذا البلد لأنه قد يؤدي إلى «ملايين الوفيات».
وقال جوتيريش خلال مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية: «يجب علينا أن نبقى على حوار مع طالبان.. حوار نؤكِّد فيه على مبادئنا بصورة مباشرة.. حوار مع شعور بالتضامن مع الشعب الأفغاني».
خطر الموت جوعًا
وشدَّد الأمين العام على أن «واجبنا هو أن نتضامن مع شعب يعاني بشدة، حيث يواجه الملايين والملايين خطر الموت جوعًا».
من جانبها، قالت مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة بأفغانستان، ديبورا لايونز، أمس الخميس: إن هناك حاجة ماسة لتدفق الأموال سريعًا إلى هذا البلد «للحيلولة دون انهيار كامل للاقتصاد والنظام الاجتماعي».
وحذَّرت ليونز مجلس الأمن الدولي من أن تجميد الأرصدة الدولية الأفغانية وأموال المانحين سيشعل شرارة «انكماش اقتصادي حاد يمكن أن يلقي بملايين آخرين في هاوية الفقر والجوع، وقد يؤدِّي إلى موجة لجوء كبيرة (...) ويعيد أفغانستان أجيالًا عدة إلى الوراء»، حسبما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.
تحت خط الفقر
بدورها، أعلنت مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في منطقة آسيا والمحيط الهادي، كاني وينياراجا، أن أفغانستان «البلد الفقير في الأصل» مهدد بالغرق أكثر في الفقر، إذا لم تُتخذ تدابير سريعة.
وأوضحت، في مؤتمر صحفي، أن 72 في المائة من الشعب الأفغاني يعيشون حاليًا تحت خط الفقر (أي بأقل من دولار واحد في اليوم)، وقد تصل هذه النسبة إلى 97 في المائة بحلول منتصف العام المقبل.
وقالت: «نحن نواجه انهيارًا كاملًا للتنمية، إضافة إلى أزمات إنسانية واقتصادية» تضرب أفغانستان.
وأشارت إلى أن دراسة أجراها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تُظهر «أننا على طريق تدهور سريع وكارثي لحياة الأشخاص الأكثر ضعفًا»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وباء «كوفيد - 19»
وبالنسبة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإن أسباب هذا الوضع المقلق هي وباء «كوفيد - 19» والانتقال السياسي في ظل تجميد الاحتياطات بالعملات الأجنبية في الخارج وضغوط متزايدة على النظام المصرفي، إضافة إلى ارتفاع نسبة الفقر.
وأعلن المسؤول عن البرنامج في أفغانستان عبد الله الدردري متحدثًا من إسطنبول، أن 70 في المائة من الاقتصاد الأفغاني يرتكز على التجارة غير النظامية التي تمارسها النساء.
وأشار مسئولو البرنامج إلى أن هذه الأخيرة هي «العمود الفقري» للاقتصاد، مؤكدين أهمية الحفاظ على إنجازاتهم.
حقوق النساء والفتيات
وللحيلولة دون تدهور الوضع، وضعت الوكالة الأممية مجموعة تدابير لمساعدة الأشخاص الأكثر ضعفًا، تهدف خصوصًا إلى الحفاظ على حقوق النساء والفتيات.
وأكدت كاني وينياراجا أن الأزمة «تتطلب تحركًا عاجلًا»، داعيةً المجتمع الدولي إلى أن يُظهر سخاءه، ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش «الإثنين» في جنيف إلى مؤتمر دولي لتسريع إرسال المساعدات الإنسانية إلى أفغانستان.
وأوضحت وينياراجا أن خطة عمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي «تهدف إلى المساهمة في تحسين حياة الأكثر ضعفًا، مع تقليص التنقلات التي يمكن أن تفاقم الوضع».