بلغ تحياتي للوالد.. سر توجيه الرئيس السيسي الشكر مرتين لـ"محمود العربي"
توفى اليوم الخميس، الحاج محمود العربي رئيس مجلس إدارة مجموعة العربي، ومن المقرر أن تشيع الجنازة غدا بعد صلاة الجمعة من مسجد العربي بقرية أبو رقبة التابعة لمركز أشمون في محافظة المنوفية.
وتردد اسم محمود العربي أكثر من مرة خلال افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي، العديد من المشروعات القومية، وهذا بفضل المجهود الكبير الذي قدمه للصناعة في مصر على مدار رئاسته لمجموعة العربي للتصنيع.
شكر السيسي "محمود العربي"
وجاءت المرة الأولى التي وجه الرئيس السيسي الشكر لـ"محمود العربي"، خلال افتتاح مشروعات قومية في بني سويف، وذلك في يناير 2018، حينما علق الرئيس على كلمة إبراهيم العربي، نائب مدير مجموعة شركات العربي، قائلًا: "بلغ تحياتي واحترامي الشديد للحاج محمود، هذا الرجل عظيم.. ربنا يديه الصحة ويوفقكم إن شاء الله".
أما المرة الثانية تقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالشكر لمؤسس مجموعة العربي للتصنيع خلال افتتاح عدد من المشروعات الجديدة في يوم 19 سبتمبر 2018، قائلا: "بشكر رجال الأعمال وعلى رأسهم الحاج محود العربي".
وفاة محمود العربي
ونشرت الصفحة الرسمية لمجموعة العربي نعي الحاج محمود العربي رئيس مجلس إدارة مجموعة العربي قائلة: “بقلوب مؤمنة بالله وراضية بقضائه وقدره، ننعى بمزيد من الحزن والأسى وفاة المغفور له الحاج محمود العربي رئيس مجلس إدارة مجموعة العربي ورجل الصناعة الوطنية وشهبندر التجار، والذى وافته المنية اليوم وستشيع الجنازة غدا بعد صلاة الجمعة بمسجد العربي بقرية ابورقبة مركز أشمون محافظة المنوفية، وسنوافيكم بموعد ومكان العزاء في وقت لاحق بإذن الله”.
وأضافت الصفحة الرسمية لمجموعة العربي “لقد كان نموذجًا مشرفا للعطاء وحب الناس، وكان رحمه الله محل تقدير واحترام كل المصريين، وكان لنا نعم الأب والقائد الراشد الذي ستبقى سيرته العطرة وريادته في مجال التجارة والصناعة نموذجا فريدا تقتدي به الأجيال القادمة، وستبقى أعماله الخيرية والإنسانية حاضرة في الوجدان”.
وتابعت: "نسأل الله العلي القدير أن يتغمد المغفور له بواسع رحمته وأن يسكنه الفردوس الأعلى ويجزيه بالإحسان إحسانًا، وأن ينزله منزلًا مباركا والله خير المنزلين.. إنا لله ما أعطى ولله ما أخذ وكل شئ عنده بأجل مسمى، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.. إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ".
ولد محمود العربي عام 1932 بقرية أبو رقبة بأشمون في محافظة المنوفية، وكان والده مزارعًا أجيرًا يزرع أرضًا ليست ملكه، وقام بإرساله إلى "الكُتَّاب" وهو في سن الثالثة فتعلم القرآن، ولم يلتحق بالتعليم بسبب ظروف والده الاقتصادية.
وكانت بداياته بائع في متجر، حيث ظهر عنده ميل للتجارة منذ صغره فكان وهو طفل صغير يبيع لعب الأطفال على مصطبة منزلهم بالقرية في العيد ويدخر الأصل والمكسب يعطيه لأخيه غير الشقيق فيشتري له غيرها.
وعندما وجد فيه الأخ هذه الموهبة اصطحبه للقاهرة حيث عمل بالموسكي بائعا، وانتقل من محل إلى محل ثم اشترى وشريك له محلا بالموسكي وبدأ التحول من عامل لصاحب عمل ولم ينس الرجل حق الشريك أو حق الفقير فكان في ماله حق معلوم للسائل والمحروم.
توكيل كبرى الشركات اليابانية
وحصل الرجل على توكيل كبرى الشركات اليابانية وحلم أن يتحول من رجل تجارة لرجل صناعة وأن يفتح أكبر قدر من البيوت بزيادة عدد العاملين معه وانتقل النشاط لأماكن أخرى غير الموسكي ليمتد لجزيرة بدران بشبرا وبورسعيد وبنى المصانع في بنها ثم توسع فيها لتحتل الجزء الأكبر من المنطقة الصناعية بقويسنا بالمنوفية.
وتدور العجلة ومع نفس الخط الصناعي التجاري يسير الخط الخيري، ويعاون الرجل نخبة من أهل الثقة وأهل الخبرة يتقدمهم أخيه الحاج محمد العربي وكوكبة من الرجال المخلصين للشركة.
بداية أعماله
وفي عام 1975 زار العربي اليابان، ورأى مصانع شركة توشيبا التي حصل على توكيلها، فطلب منهم إنشاء مصنع في مصر، وكان لديه أرض في طريق القاهرة- الإسكندرية الزراعي، زارها خبراء من اليابان وأقروا بصلاحيتها، وتم إنشاء أول مصنع للشركة في مصر.
الحياة السياسية
ودخل المعترك السياسي بناء على طلب محافظ القاهرة وأصبح نائبًا بمجلس الشعب، إلا أنه لم يترشح مجددًا لتفضيله مجال التجارة والصناعة والابتعاد عن مجال السياسة.
أوسمة وجوائز
وحصل الحاج محمود العربي على أرفع وسام ياباني (وسام الشمس المشرقة) من الإمبراطور الياباني أكيهيتو في مايو 2009، لدوره في دعم وتحسين العلاقات الاقتصادية المصرية اليابانية وقد قام بتسليمه الوسام هيروفومي ناكاسوني وزير الخارجية الياباني.