الإخوان يخسرون معاقلهم في العالم.. المغرب آخرها
معقل جديد من معاقل الإخوان، الذي صُنع من تداعيات ثورات الربيع العربي يسقط وينهار على رأس الجماعة، حيث تعرض حزب العدالة والتنمية، ذراع الجماعة في المغرب، وقائد الائتلاف الحكومي لهزيمة قاسية، إذ لم يحتفظ سوى بـ 12 مقعدا من أصل 125 مقعدا فاز بها في انتخابات 2016.
الكارثة التي استقبلها انصار الإخوان في العالم بصدمة كبرى، أعلن عنها وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت فجر اليوم بعد فرز 96% من الأصوات؛ حيث اكتسح حزب التجمّع الوطني للأحرار برئاسة رجل الأعمال عزيز أخنوش، الذي يروج لمشروع معادي للتيار الديني، ويجاهر بأهمية الحفاظ على النظام السياسي ومؤسسات الدولة.
خارج المشهد
هزيمة العدالة والتنمية المغربي بهذه الطريقة القاسية، يعني طرد الإسلاميين خارج المشهد السياسي بعد عقد كامل من تصدرهم البرلمان والحكومة، إذ لم تفعل الجماعة شيء يذكر أبعد من كل الأذرع الإخوانية، من فشل إلى فشل آخر، سواء بالثورة عليهم كما حدث في مصر، أو بصناديق الانتخاب كما يحدث الآن في المغرب، لدرجة أن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ورئيس الوزراء الحالي، سعد الدين العثماني، أصبح غير مرغوب فيه حتى في مسقط رأسه والدائرة التي حصل فيها على مقعده النيابي وفشل في الاحتفاظ به في العاصمة الرباط.
الهزيمة المنكرة للإسلاميين تدعونا لقراءة هادئة والسؤال: لماذا يخسر الإخوان بهذه الطريقة، حتى حلفائهم في التيار الديني أصبحوا يتمنون إزاحتهم عن المشهد وانتهاء صفحتهم للابد، فما الذي حدث ؟
محاربة الإصلاح
عماد عبد الحافظ، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يؤكد أن المشكلة في الجماعة نفسها، فحتى الأصوات الإصلاحية داخل الإخوان تتلخص جهودها في العمل للعودة إلى منهج البنا ومشروعه بعد تنقية المنهج الإخواني من الشوائب التي لحقته نتيجة التطبيق ومرور الزمن؛ لكنه لا يدرك أنه بذلك إنما يسعى فقط إلى الرجوع إلى نفس الطريق من بدايته، والذي سيصل به مجددا مع استمرار السير فيه إلى نفس النقطة التي يقف بها الآن ويحاول العودة منها.
ولفت عبد الحافظ إلى أن السبب الأكبر لفشل الإخوان في كل مكن، أنها تدور في دائرة مغلقة، ولا يترتب على ذلك إلا إعادة إنتاج نفس الأخطاء، ولن تفيد العودة لبداية الطريق في شيء، بينما الحل يكمن في مراجعة الطريق واتخاذ مسار آخر، على حد قوله.
أزمة احتكار الإسلام
أما الدكتور عبدالله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، فيؤكد أن الإسلام ينتشر بالقدوة الحسنة، موضحا أن الإخوان على وجه التحديد احتكروا الإسلام وكفروا كل من اختلف معهم، واستباحوا دماء الأبرياء وأعراضهم.
ولفت النجار إلى أن الإخوان جماعة ضالة ترفع شعار الإسلام، ثم تحرق وتقتل تعد متاجرة بالدين تجارة خالصة، مردفا: لا يحترمون حتى حرمة الموتى، وهو ما يرفضه أي دين سماوي على الإطلاق، بالإضافة إلى التهاون في حق النساء؛ لذلك لا توجد جماعة في التاريخ أقبح من هذه الجماعة التي تبيح لنفسها كل شيء.
وأكد النجار أن مشروع الجماعة لم يكن إسلاميًا منذ تأسيسها على يد حسن البنا، بل كان مشروعا إجراميا، فالمسلم لا يكذب وهم جعلوا الكذب شيئا أساسيًا في سلوكياتهم مما نفر العالم في الإسلام.