بعد تهنئة البابا للأقباط.. كل ما تريد معرفته عن عيد النيروز
هنأ قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، أبناء الكنيسة القبطية بمناسبة بداية السنة القبطية الجديدة (١٧٣٨ للشهداء) والتي تبدأ يوم السبت المقبل، وتحتفل الكنيسة القبطية بها بإقامة القداسات في كنائسها بمصر والخارج.
وقال البابا تواضروس في تهنئته: "أود أن أهنئكم بعيد الشهداء، عيد النيروز وبداية سنة قبطية جديدة اللي هنحتفل بها يوم السبت القادم، وعيد النيروز من أقدم الأعياد، وهو العيد الذي نفتتح به السنة القبطية، وهذا التاريخ ابتدى سنة ٢٨٤ ميلادية في وقت الطاغية دقلديانوس أحد أباطرة الرومان. وفي الزمن ده ابتدى عصر اضطهاد شديد ولذلك أخذه الأقباط الأولون وجعلوه بداية لتقويم خاص بهم".
وأضاف:"السنة القبطية هي سنة حسابية كل شهورها ٣٠ يوم لا تزيد ولا تقل في بعض الشهور ويضاف لها الشهر رقم 13 وبنسميه الشهر الصغير أو أيام النسي عشان ضبط التقويم حسابيًا وكتابيًا".
وأوضح "كل المناسبات الكنسية قائمة على التقويم القبطي وبيظبط كل أعيادنا وأصوامنا وكل أعياد القديسين وتذكارتهم وكل يوم في الكنيسة بنقرأ تاريخ اليوم من خلال السنكسار ونقول نعيد في هذا اليوم لتذكار قديس أو شهيد أو مناسبة كنسية مهمة والكنيسة ماشية على هذا النظام، وطبعًا إحنا بنعيشه على المستوى الشعبي من خلال البلح والجوافة والرموز الجميلة اللي فيهم وبتبقى أيام فرح من أول توت أول شهر لحد يوم ١٧ توت اللي بنحتفل فيه بعيد الصليب وبيكون أول الأعياد اللي بنحتفل بها في السنة الجديدة بعد احتفالنا بالبداية بتاعتها".
و"النيروز"، هو أول يوم في السنة الزراعية الجديدة، وقد أتت لفظة نيروز من الكلمة القبطية nii`arwou (ني - يارؤو) وتعني الأنهار، وذلك لأن ذاك الوقت من العام هو ميعاد اكتمال موسم فيضان النيل سبب الحياة في مصر، وحينما دخل اليونانيون مصر أضافوا حرف السي للأعراب كعادتهم (مثل أنطوني وأنطونيوس) فأصبحت نيروس فظنها العرب نيروز الفارسية، ولارتباط النيروز بالنيل أبدلوا الراء باللام فصارت نيلوس ومنها اشتق العرب لفظة النيل العربية.
ومع عصر الإمبراطور دقلديانوس -وهو أقسى عصور الاضطهاد ضد المسيحية- احتفظ المصريون بمواقيت وشهور سنينهم التي يعتمد الفلاح عليها في الزراعة مع تغيير عداد السنين وتصفيره لجعله السنة الأولي لحكم دقلديانوس 284 ميلادية يعني 1 قبطية، أي 4525 توتية (فرعونية)،
وفكر الأقباط أن يجعلوا رأس سنتهم الزراعية رأسًا لتقويم جديد أسموه (تقويم الشهداء) التقويم القبطي، لقد استبدلوا ذكري فيضان النيل بذكري فيضان دماء الشهداء الغزيرة التي اعتبروها بذارًا لإيمانهم.
ومن هنا ارتبط النيروز بعيد الشهداء عند المسيحيين، وكانت في تلك الأيام البعيدة يخرج المسيحيون في هذا التوقيت إلى الأماكن التي دفنوا فيها أجساد الشهداء مخبئة ليذكروهم، ويحتفل بهذا العيد إلى يومنا هذا فيعتبر عيد النيروز من أقدم.
ويذكر المقريزي الذي عاش في مصر في عصر المماليك مظاهر الاحتفال برأس السنة المصرية في العصور الوسطى، وكان واحدًا من الاحتفالات الكبرى التي يحتفل به المصريون جميعا مسلمين ومسيحيين، كما كانت الدولة في العصر الفاطمي تحتفل على المستوى الرسمي بالمناسبة بتوزيع العطايا، إلى جانب الاحتفالات الشعبية، والتي كانت تتخذ طابعا كرنفالي شعبيا، يخرج فيه الناس للمتنزهات العامة ويرشون بعضهم بالماء، ويختارون من بينهم شخصا ينصبونه أميرا للنيروز يسير بموكبه في الشوارع والحارات، ويفرض على من يرفض يرشه بالماء رسوم يحصلها منه بدافع الاحتفال.
ويوضح أن السنة المصرية القديمة، تتكون من 13 شهرًا وكل شهر منها يتكون من 30 يومًا إلى الشهر الأخير الذى يطلق عليه أيضًا الشهر الصغير الذى يتكون من 5 أيام، وأحيانًا 6 أيام حسب كزم السنة بسيطة أو كبيسة، والشهور المصرية مشتقة من كلمات فرعونية تم تحويرها مع الوقت مثل بابة وهو تحوير لكلمة الإله حابى إله النيل، وتلك الشهور على الترتيب هى: توت وبابة وهاتور وكيهك وطوبة وأمشير وبرمهات وبرمودة وبشنس وبؤونة وأبيب ومسرى، بالإضافة إلى الشهر الصغير «نسيء».