هل تحتجز طالبان المواطنين الأمريكيين المتواجدين في أفغانستان كرهائن لتحقيق مطالبها
أثار وجود عدد من المواطنين الأمريكيين في أفغانستان حتي الآن الجدل، وسط تقارير تُفيد بأن حركة ”طالبان“ أوقفت عدة طائرات كانت تحاول إجلاء الناس من البلاد.
100 امريكي
وفي هذا الصدد، ذكرت مجلة ”نيوزويك“ الأسبوعية الأمريكية أن كبير موظفي البيت الأبيض، رون كلاين، قدر أن حوالي 100 أمريكي ما زالوا في أفغانستان حتي الآن.
وفي مقابلة مع قناة ”سي إن إن“ قال كلاين: ”إن البيت الأبيض على اتصال بكل الأمريكيين الذين تم تحديدهم في أفغانستان ”على أساس مُنتظم“، وشدد أن المواطنين الذين يرغبون في العودة إلى الوطن سيُمنحون الفرصة للقيام بذلك“.
استئناف الخدمة الجوية
وأضاف: ”نأمل في أن تتمكن قطر، في الأيام المُقبلة، من استئناف الخدمة الجوية خارج كابول. وإذا فعلت ذلك، سنبحث ما إذا كان بإمكان الأمريكيين أن يكونوا جزءًا من تلك الرحلات.. سنجد طرقًا لإخراجهم من أفغانستان“.
وتأتي تصريحات كلاين في الوقت الذي ذكرت فيه وكالة أنباء ”أسوشيتيد برس“ أن ما لا يقل عن أربع طائرات كان من المُقرر إجلاء عدة مئات من الأشخاص من مطار مزار الشريف بشمال أفغانستان، قد أوقفتها ”طالبان“ لعدة أيام.
وذكر موقع ”بوليتيكو“ الإخباري نقلًا عن الوكالة قولها: ”إن مسؤولين بالمطار أكدوا أن هؤلاء الأشخاص يشملون في المقام الأول أفغانًا ليس لديهم جوازات سفر أو تأشيرات لمُغادرة البلاد، لكن العديد منهم عملوا في شركات مُتحالفة مع الجيشين الأمريكي والألماني“.
”مُحتجزون كرهائن“
وفي تصريح مُثير للجدل، نقلت ”نيوز ويك“ عن مايكل ماكول، أكبر عضو جمهوري في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، قوله: ”إن الطائرات تضم مواطنين أمريكيين مُحتجزين كرهائن لدى طالبان بسبب مطالب“.
وفي حديثه إلي قناة ”فوكس نيوز“، أوضح ماكول أن هناك ست طائرات في المطار لم تتمكن من الإقلاع حيث تعتزم ”طالبان“، علي حسب قوله، ”المطالبة بـالمزيد، سواء كان ذلك نقدًا أو الاعتراف بشرعيتها (طالبان) في حكم أفغانستان“. ولم تصدر واشنطن أي تعليق رسمي حول هذه التصريحات.
وكانت تقارير صحفية قد أفادت في وقت سابق بأن الأمريكيين والأفغان الذين لم يتمكنوا من المغادرة في أعقاب الإجلاء الأمريكي، مُحتجزون في أفغانستان حتي الآن وتبحث عنهم ”طالبان“، وفقًا لـ“نيوز ويك“.
إجلاء معظم الجواسيس
من ناحية أخري، ذكرت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية في تقرير لها أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي. آي. إيه) تمكنت من إخراج معظم مخبريها وجواسيسها الأفغان من البلاد قبل اكتمال انسحاب الولايات المتحدة الأسبوع الماضي. ونقلت المجلة عن مصدرين مُطلعين على عمليات الوكالة قولهما: ”لقد أخرجنا الجميع، بشكل أو بآخر“.
وأكد مسؤول في الكونجرس لـ“فورين بوليسي“ أن الوكالة تمكنت من إجلاء آلاف الأشخاص ”بمن فيهم أفراد عائلات الجواسيس.. هؤلاء هم الأشخاص الذين كان بإمكان طالبان التعرف عليهم“. ورفض متحدث باسم الـ“ سي. آي. إيه“ تقديم المزيد من التفاصيل، واكتفى بالقول إن الوكالة ”عملت عن كثب مع وكالات حكومية أمريكية أخرى للمساعدة في إجلاء مجموعة من الأشخاص، بما في ذلك آلاف المواطنين الأمريكيين وموظفي السفارات المحلية والأفغان المستضعفين“.
ووفقًا لـ“فورين بوليسي“، فإن النجاح النسبي لـ“ سي. آي. إيه“ في إجلاء الجواسيس الأفغان يُثير تساؤلات حول الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، واختتمت تقريرها بسؤال: ما الذي فعلته الوكالة بشكل صحيح ولماذا لم تتمكن الوكالات الأمريكية الأخرى من تحقيق نتائج مُماثلة؟