شفنا الموت بعنينا ونطقنا الشهادة.. أزهريون عائدون من أفغانستان يروون كواليس عملية إجلائهم
كشف الشيخ شوقي أبو زيد، رئيس بعثة الأزهر العائدة من أفغانستان، كواليس وصعوبات خلال عملية إجلائهم من كابول.
طبيعة الشعب الأفغاني
وقال خلال لقائه ببرنامج "الحكاية" الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب بقناة "إم بي سي مصر": "كنا نعيش حياة طبيعية وسط الشعب الأفغاني ومنمدجين وسط طوائف الشعب الأفغاني وهو شعب ودود ومضياف ويعشق مصر ويقدس علماء الأزهر الشريف، وكنا نعيش في منطقة راقية وسط العاصمة الأفغانية كابول".
ساعات عصيبة
وأضاف: "عشنا ساعات عصيبة بعد سيطرة حركة طالبان على أفغانستان، وجاءتنا التعليمات من قنصل مصر في أفغانستان، وحينما دخلت حركة طالبان إلى العاصمة فجأة وجود شلل تام وتكدس في السيارات والكثير من الشعب كانوا يتسابقون على السفارات لأخذ التأشيرات للخروج من البلاد، حينها تركنا منازلنا ونحن 23 شخصًا وذهبنا وأقمنا في السفارة المصرية يوم الأحد 15 أغسطس وانطلقنا مع الجاليات المصرية والعاملين في السفارة إلى المطار وكان يومًا عصيبًا جدًا ووقتها كنا نرتدي الزي الأزهري والموقف كان صعبًا وعصيبًا وكانت الساعة الـ11 مساءً والشوارع شبه خالية ولكن كان عناصر طالبان في الطرق ومدججين بالأسلحة واستوقفونا في الطريق ولكن ساعدنا بعض الأفغان وعندما وصلنا للمطار كان هناك تدافع بمئات الآلاف لدخول المطار وإطلاق النار كان فوق رؤوسنا من كل اتجاه".
السرقة في أفغانستان
وتابع: "كثرت حالات السرقة وقطاع الطرق بعد سقوط الدولة الأفغانية فجأة في 24 ساعة، وحاولوا سرقة أمتعتنا وأشيائنا ونحن في اتجاهنا لمطار كابول وقتها جائتني تعليمات من السفير بالعودة مرة أخرى للسفارة، والرئيس السيسي سخر كل إمكانيات الدولة لإنقاذ البعثة المصرية في أفغانستان".
دور جهاز المخابرات
واستطرد: "جهاز المخابرات أمن مقر بعثة الأزهر والسفارة المصرية في كابول حتى وصلنا مجددًا للمطار وكانت الأجواء هادئة وتلقتنا القوات الأمريكية وتم تفتيشنا وتفتيش الحقائب الخاصة بنا وبتنا في هذه الليلة حتى جاءت الطائرة المصرية التي أقلعت بنا إلى أرض الوطن".
تأمين القوات الخاصة لطائرة بعثة مصر
وتابع: "الطائرة كان مؤمنة بالقوات الخاصة المصرية وتحية للجيش المصري سبب رخاء واستقرار مصر، وكان إحساسنا لا يُوصف بعد أن رأيت أخي المصري الذي لبى نداء الوطن وأنقذنا وحينها أحسسنا أننا في أرض الوطن، والطائرة مرت بمطار إسلام أباد ثم مطار أبو ظبي ثم وصلنا إلى أرض الوطن".
يوم الحشر في أفغانستان
من جانبه قال الشيخ عمرو البقري، عضو بعثة الأزهر الشريف العائدة من أفغانستان: "عندما وصلنا إلى مطار كابول في المرة الأولى كان المشهد وكأنه يوم المحشر من بلطجة وإطلاق النيران وكنا معرضين للموت، ورددنا الشهادة آلاف المرات وقتها".
فوضى عارمة في أفغانستان
وتابع: "عندما عدنا إلى السفارة المصرية في كابول علمنا أننا في خطر محدق علينا، وكانت الأجواء حول السفارة تحمل فوضى عارمة، وشعرنا بالأمان عندما وصلنا للسفارة، وكل منا تواصل مع زوجته وأبنائه وأسرته، وكنا جميعًا ننطق الشهادة بسبب الطلقات الطائشة والبعض كان يصلي ويدعو الله تعالى والبعض كان يقرأ القرآن الكريم، ونشكر كل القيادات بلا استثناء بدايةً من الرئيس السيسي والمخابرات العامة والسفارة المصرية في أفغانستان، وشيخ الأزهر كان يتابع هو والرئيس الأحداث لحظة بلحظة ولم يتركنا أحد لأننا أبناء البلد.
تأمين حافلات بعثة الأزهر في مطار كابول
وأكمل: "كنا بنقول إحنا ميتين ميتين في المرة الأولى التي وصلنا فيها المطار بسبب إطلاق النار الكثيف، وإحنا البعثة الوحيدة اللى دخلت مطار كابول بالحافلات في المرة الثانية التي لحقها عودتنا لأرض الوطن بسلام، وكل هذا بالتنسيق مع جهاز المخابرات العامة".