أوروبا في مرمى نيران أفغانستان.. باريس تحذر
أكد وزير المالية الفرنسي برونو لو مير، على أن انفلات الأوضاع في افغانستان يعد بمثابة جرس إنذار لدول أوروبا.
وقال لو مير، إن التحديات الأمنية الناجمة عن الاضطرابات في أفغانستان يجب أن تكون جرس إنذار للاتحاد الأوروبي
ودعا الوزير الفرنسي التكتل إلى أن يكون أكثر طموحا فيما يتعلق بالدفاع والقيادة على المستوى العالمي.
وأضاف لو مير خلال مؤتمر سنوي للشركات في تشرنوبيو الإيطالية المطلة على بحيرة كومو: "يجب أن تصبح أوروبا القوة العظمى الثالثة بجانب الصين والولايات المتحدة، دعونا نفتح أعيننا، فنحن نواجه تهديدات ولا يمكننا الاعتماد بعد الآن على حماية الولايات المتحدة".
وتابع: "أفغانستان جرس إنذار، وأوروبا تواجه أيضا تهديدات أمنية في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وأشار الوزير الفرنسي إلى أن باريس قررت استثمار 1.7 مليار يورو (2.02 مليار دولار) إضافية في مجال الدفاع هذا العام، وتود أن ترى دولا أوروبية أخرى تفعل الشيء نفسه.
الجمعية الوطنية الفرنسية
وتستمتع الجمعية الوطنية الفرنسية منتصف سبتمبر الجاري إلى إفادات كبار المسؤولين بشأن أوضاع أفغانستان.
وأشارت مصادر أمنية إلى أنه من المقرر أن يدلي وزير الخارجية جان إيف لودريان، ووزيرة الجيوش فلورنس بارلي، والسفير الفرنسي في أفغانستان دافيد مارتينون بإفادة حول الأوضاع في هذا البلد.
أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي
على عكس نظرائهم الألمان والبريطانيين، حُرم النواب وأعضاء مجلس الشيوخ الفرنسيون حتى الآن من عقد مناقشة برلمانية حول الوضع في أفغانستان وظروف الانسحاب الغربي بعد سيطرة طالبان على كابول، بعد 20 عاما من التدخل العسكري للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.
وسيستمع نواب لجنة الشؤون الخارجية إلى جان إيف لودريان، فيما سيستمع أعضاء لجنة الدفاع إلى فلورنس بارلي في 14 سبتمبر.
وستستمع اللجنتان معا غداة ذلك إلى السفير الفرنسي في أفغانستان مارتينون في جلسة مغلقة.
وقد تم الاستماع إلى لودريان وبارلي في 25 أغسطس من قبل مكاتب لجنتي الشؤون الخارجية والدفاع الوطني والقوات المسلحة في الجمعية الوطنية ولجنة الشؤون الخارجية والدفاع والقوات المسلحة في مجلس الشيوخ.
ومن جانبها حذرت جبهة المقاومة الوطنية في ولاية بنجشير الأفغانية الدول الغربية من تداعيات هزيمة قوات الجبهة على يد حركة "طالبان".
المقاومة ضد طالبان
وفي تصريحات لمجلة "نيوزويك" الأمريكية قال المتحدث باسم الجبهة، علي ميسم نظاري، إن المقاومة المناهضة لـ "طالبان" في بنجشير تعتبر الأمل الأخير للغرب في محاربته المجموعات الإرهابية في المنطقة.
محاربة الإرهاب
وقال نظاري: "الحلفاء الأخيرون للولايات المتحدة والعالم الغربي في هذا المنطقة، المستعدون لمحاربة الإرهاب الدولي هم المقاومة الوطنية في بنجشير.. لذا ففي حال تكبد جبهة المقاومة الأفغانية الهزيمة النهائية فلن يبقى لدى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرهما حليف في أفغانستان، إذا اضطرت للعودة أو التدخل في البلاد بعد مرور عام أو فترة زمنية أخرى".
وأضاف نظاري أن الجبهة تفضل السلم على الحرب، لكنها لن تستسلم حتى تنفيذ شرطين، يقتضي الأول إنشاء دولة أفغانية "عادلة" تتعايش فيها جميع مكونات المجتمع، وذلك عبر إعاد بناء الدولة على أسس فيدرالية. أما الشرط الثاني فأوضح المتحدث باسم الجبهة أنه يكمن في التخلي عن "قراءة للدين الإسلامي تتمسك بها حركة طالبان".
سقوط بنجشير
وادعت مصادر في "طالبان" مساء أمس الجمعة أن الحركة استكملت سيطرتها على عموم أراضي أفغانستان، غير أن "جبهة المقاومة الوطنية" بقيادة أحمد مسعود نفت صحة الأنباء عن سقوط بنجشير، واصفة إياها بأنها مجرد "الكذب للدعاية".
وأصدرت "طالبان" لاحقا بنفسها بيانات تتناقض مع تصريحاتها المذكورة، إذ أوضح المتحدث باسمها، بلال كريمي، على حسابه في "تويتر" اليوم أن الحركة تسيطر الآن على أربع مناطق في بنجشير، وهي خنج (وهي تعد أهم منطقة من الناحية الاستراتيجية في بنجشير) وعنابة (قرب مركز الولاية) وشتل وبريان.
وأقر المتحدث بأن منطقة آبشار المهمة لا تزال خارج سيطرة "طالبان"، مشيرا إلى أن قوات الحركة تواصل تقدمها نحو مركز الولاية.