وقائع محاكمة وزير سابق !
أمس قررت محكمة جنايات القاهرة تأجيل محاكمة أحد الوزراء السابقين العاملين في حكومات الرئيس مبارك إلى أوائل أكتوبر القادم ومعه أحد رجال الأعمال المعروفين جدا في دوائر محددة للثروة !
وبعيدا عن تناول قضية معروضة على القضاء المصري إلا أن ما يعنينا عدة أمور.. أولا أن عدد من وزراء ورموز نظام الرئيس مبارك لم يزالوا تحت المحاكمة والمساءلة بما يؤكد حجم ما جرى وقتها وحجم ما يجري اليوم من حساب.. الثاني أن المبلغ محل المحاكمة من مبالغ القضايا الصغيرة أو حتى المتوسطة إذ يصل إلى ما يقترب من ٣٠ مليون جنيها بأسعار وقتها بل وبأسعار ما قبل ٢٠١١ بسنوات أي تعادل اليوم مبلغا أكبر من ذلك بكثير !
ثالثا وهنا بيت القصيد.. نتذكر كيف تناولت الصحف الأمر وكتبت وحذرت ونبهت وكيف قدم أستاذنا محمد سعد خطاب على صفحات "صوت الأمة" حلقات وحلقات مطالبا بالحفاظ على المال العام.. مال الشعب.. ورغم حرية الكتابة والرأي والتعبير لكن كان ذلك حدودها.. لا أحد يهتم ولا أحد يسأل ولا أحد يسأل.. كان الزيت في الدقيق ولذلك صنع الكثيرين أذن من طين وأخري من عجين.. والثمن دفعته مصرنا ودفعه شعبنا!
وبالتالي وبغض النظر عن نتيجة المحاكمة الحالية كنا سنكون في غني عن كل ذلك لو تولت الأجهزة المعنية وقتها التحقيق -لم تكن هناك أرقام للأجهزة الرقابية للإبلاغ عن الإنحراف مثل اليوم- وأيقنت أن الصحافة تخدم المسئول بكشف مواطن الخلل من فساد وإهمال.. وليس مهمتها أن تتكلم وتكتب فقط!