السنوات الماضية كشفتها.. أدلة زيف ادعاءات الإخوان بالاعتدال والسلمية
في كل صراع تدخله جماعة الإخوان الإرهابية، سواء مع القوى المدنية أو الدولة المصرية نفسها، وكذلك الحكومات العربية في البلدان المجاورة، وبعد الهزيمة المنكرة وعودة التنظيم للحظر يبدأ في ترديد نفس الرواية التاريخية، أن المجتمع هو الذي يخسر حركة إسلامية إصلاحية معتدلة، الكل يحتاجها اكثر مما تحتاجهم هي للسيطرة على بؤر التطرف وتحجيم خطره.
لكن خبرة السنوات الماضية، والصراع الذي تسببت فيه الجماعة، قاد المجتمع والمثقفين والباحثين إلى البحث في سراديب الحركة وتفنيد مزاعمها التاريخية، وخاصة قضية الاعتدال التي تتحدث عنها دائما وتسوقها للغرب الذي آمن ببرنامجها ودعمه لنفس الأسباب بجانب تحقيق مصالحه.
خديعة الإخوان
يقول توفيق حميد، الكاتب والباحث، إن جماعة الإخوان خدعت العديد من الناس في الشرق والغرب لعدة عقود بالتسويق لنفسها باعتبارها منظمة إسلامية معتدلة وأنها أفضل بديل لقيادة المنطقة، مضيفا: لا أدري كيف تصور البعض أن الإخوان منظمة معتدلة ولا يوجد تعريف واضح لكلمة الاعتدال أو الوسطية كما يقولون، ومما زاد الطين بلة أن الإخوان لم تعترض على أفكار سيد قطب المتطرفة ومنها فكرة "الولاء والبراء" ومبدأ "الحاكمية لله" وموضوع "تكفير المجتمع".
وأضاف: استطاعت الإخوان أن تخدع الكثيرين لعدة عقود وتقنع العديد من الناس بقبولها أو بدعمها من خلال استخدام وسائل دعوية وفكرية ملتوية ومخادعة، مردفًا: على سبيل المثال استطاعت الإخوان وأعوانها إقناع الكثيرين أن حل كل مشاكل العالم الإسلامي سيحدث إذا هم طبقوا مفهوم الإخوان والجماعات الإسلامية الضيق والحرفي عن الشريعة الإسلامية.
وأوضح حميد أنه شخصيًّا أحد هؤلاء الضحايا في أواخر السبعينيات من القرن الماضي حين صدق هذا الأمر لفترة من الزمان واتضح بعد ذلك أن ما قالوه لنا هو مجرد كذبة، مضيفًا: بنظرة موضوعية نستطيع أن نرى بكل وضوح أن الأنظمة التي طبقت مفاهيم الشريعة كما تراها معظم الجماعات الإسلامية لم تأت لشعوبها إلا بالكوارث والفقر والهوان.
نار الكراهية
وكشف الباحث أن أحد هذه الأمثلة – على سبيل المثال لا الحصر- منظمة طالبان في أفغانستان والدولة الإسلامية في العراق والشام داعش والجماعات السلفية في غرب أفريقيا ومنظمة الشباب في الصومال وغيرها من الجماعات الإسلامية المتطرفة.
وأضاف: من الأمثلة الأخرى لخداع الإخوان أنهم أشعلوا نار الكراهية ضد كل مختلف في الدين، وأعطوها بعدًا دينيًّا يتنافى مع ما قاله القرآن، فأظهر الإخوان غير المسلمين وكأنهم هم السبب في كل المشاكل مع أن القرآن نفسه رفض تعميم الاتهامات لأي أمة بأكملها.
وأوضح حميد أنه من العجيب في الإخوان أن أعضاءها الذين يطالبون بنظم إسلامية تطبق الشريعة وقمع النساء وتحريم الحرية على وفرض الحجاب على النساء - كما طلب مرشدهم من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، هم أنفسهم نفس الإخوان الذين يرفضون العيش في دول الشريعة ويعيشون في الغرب بدلًا منها.
واختتم حديثه قائلا: من النفاق أن يطالبوا غيرهم بتطبيق هذه المفاهيم في حين أن قيادتهم تعيش في إنجلترا والسويد وأميركا بدلًا من أن يذهبوا ليعيشوا في أفغانستان أو الصومال، على حد قوله.