لماذا تضغط الإخوان على طالبان لاستخدام تكتيكات التنظيم في حكم أفغانستان؟
منذ اليوم الأول لانتصار طالبان، وكل نشطاء جماعة الإخوان الإرهابية، يحاولون دعم الحركة بمنتهى القوة، تريندات على وسائل التواصل، هجوم إلكتروني في حملات ممنهجة على المعارضين لها، أو المتخوفين من سيناريو طالبان في الحكم خلال حقبة التسعينات، وهو ما يراه البعض محاولة من الإخوان للسيطرة على عقل الحركة ومدها بأساليب الجماعة المعروفة في التعامل اللين مع الغرب حتى يترسخ حكمها في المنطقة ثم تلتفت إلى ما هو أبعد.
سيناريو الإخوان
على مدار الأيام الماضية، والمواقع الإخوانية تنشط بشدة في نقل كل ما ينشر عن أفغانستان وطالبان في الميديا الغربية، وتحليلات الخبراء، ومنهم الأكاديمي الامريكي سيث فرانتزمان، المحلل الأمني لشئون الشرق الأوسط بجريدة "جيروزاليم بوست".
نقلت المواقع الإخوانية عن أراء الكاتب التي يؤكد فيها أن حركة طالبان تريد المزج بين السياسات المستوحاة من جماعة الإخوان التي تجمع بين التطرف الديني وفنون الحكم الحديثة، حتى تنير الطريق لقادة الجماعة لبدأ حوار مع طالبان، على أمل أن تكون أفغانستان هي المنفى المناسب للتنظيم بعد أن جرى التضييق عليه في كل بقاع الأرض.
دعم طالبان
تكثف المواقع الإخوانية من تغطيتها على مدار الساعة لسيطرة طالبان على أفغانستان، تساندها حتى ضد أحمد مسعود إبن الزعيم التاريخي أحمد شاه مسعود مع أنه الأقرب لهم على جميع المستويات، يقيم نشطاء الإخوان علاقات موثقة على وسائل التواصل مع نشطاء طالبان، لمدهم بكل أساليب الإخوان في كيفية التعامل مع الغرب لتجنب الصدام.
ويبدو أن الميديا الإخوانية تريد الترويج لأهمية مزج طالبان بين قواهدها الثابتة وسياسات الإخوان حتى تخالف نمط الجماعات الإرهابية القائمة على الخلايا، وحتى لاتكرر طالبان نموذج الحركة في حكم التسعينيات، لهذا تدفعها للعداء العلني مع تنظيم الدولة الإسلامية ـ داعش ـ والجماعات الإرهابية الأخرى.
كما يقول الكاتب فرانتزمان، طالبان بسياسات الإخوان قد تحصل على الاعتراف العالمي، ولاسيما أنها ستلعب جيدا على صلاتها بالصين وروسيا وباقي الدول في المنطقة الداعمة للإسلام السياسي، فكل ما يرغب فيه العالم أن تدير طالبان البلاد بشكل مسؤول، وأن تترك أفغانستان تقدم للعالم ثقافاتها وتاريخها وتقاليدها المتنوعة.