من الترف للضنك.. كيف دمرت ناهد رشدي وليلى شيرين حياة الملكة فريدة.. وماذا فعل مبارك لإنقاذها؟
اختارت الملكة نازلى الفتاة صافيناز ذو الفقار ـ المولودة في مثل هذا اليوم عام 1921 ـ وابنة وصيفتها زينب هانم زوجة للملك فاروق الذى يبلغ من العمر 18 عامًا، وبعد ترشيح العروس سافرت هي وأمها مع الملكة والملك وشقيقاته الى أوروبا في رحلة تعارف، وبعد الرجوع أعلنت الخطبة ثم الزواج رسميًا، وسُميت بـ الملكة فريدة .
تزوج الملك فاروق من صافيناز بعد أن غيَّر اسمها إلى فريدة على حرف الفاء مثل شقيقاته إلا أن إنجاب الملكة فريدة للبنات فريال وفوزية وفادية وعدم إنجاب ولي العهد الذي سيرث العرش كان سببًا في وقوع الطلاق إلى جانب علاقات الملك المتكررة مع النساء ونزواته المنتشرة في الصحف وآخرها واقعة عشيقته ليلى شيرين التي ضبطتها فريدة معه في الجناح الخاص به في قصر عابدين، وعلاقته بناهد رشاد زوجة طبيبه الخاص، وكان نتيجة تلك الخيانة أن صممت فريدة على الإسراع بقرار الطلاق.
وكان الملك ووفقًا لما نشرته الصحف فى تلك الأيام قد طلب من شيخ الأزهر مصطفى المراغى إصدار فتوى تحرم على فريدة الزواج مرة أخرى أسوة بزوجات الرسول عليه السلام، إلا أن المراغى رفض فغضب عليه الملك واضطر إلى تقديم استقالته.
إعلان الطلاق
وصدر بلاغ رسمي من الديوان الملكى بطلاق فريدة، وأصر الملك أن يكون طلاقا بائنا، وبعد الطلاق عادت فريدة إلى اسمها الحقيقى صافيناز بعد حذف لقب الملكة من اسمها وانتقلت إلى بيت والدها ومها ابنتها الصغرى فادية وتركت فوزية وفريال بالقصر، وحزن الشعب كثيرًا لهذا الطلاق حيث كانت لفريدة منزلة كبيرة لدى المصريين وانخفضت شعبية فاروق أيضًا بسببه.
وتولى نجيب سالم باشا مدير الخاصة الملكية تسليمها ورقة الطلاق، وإبلاغها أن الملك سيحتفظ بحضانة الابنتين الكبيرتين فريال وفوزية، أما الأميرة فادية فستظل في حضانة الملكة السابقة فريدة حتى تبلغ سن التاسعة، وسوف يتكفل الملك بجميع مصاريفها، وطلب سالم من فريدة تسليم التاج الملكى وجميع المجوهرات التي تلقتها منه عند الزواج.
عبد الناصر يوافق على سفرها
أعلنت الصحف في صفحاتها الأولى نبأ الطلاق بقولها (إن حكمة الله وإرادته اقتضت وقوع الانفصال بين الزوجين الكريمين)، وقد لا يعرف الكثيرون أنها هي التي أصرت على الطلاق ولم تغفر بناتها لأمهن هذا الموقف الذي دفعت ثمنه غاليا حتى إن فاروق أخذ بناته بعيدا عنها.
وفى الستينيات لم تتحمل فريدة فراق بناتها فطلبت من علي أمين أن يكتب رسالة باسمها إلى الرئيس جمال عبد الناصر ليسمح لها بالسفر إلى الخارج لتعيش مع بناتها، ووافق عبد الناصر، ورفضها بناتها لاعتقادهن أن فاروق خسر العرش بسبب هذا الطلاق.
وفى أواخر حياتها اضطرت إلى رسم اللوحات لتبيعها من أجل أن تعيش عندما عادت لتعيش في مصر، حتى إن الرئيس مبارك أعطاها شقة من غرفتين في المعادى وكانت تعيش معها والدتها، وأمضت سنواتها في ضيق مالى لولا أن بعض صديقاتها أعطوها مبالغ تعينها على الحياة الكريمة حتى رحلت عام 1988.
موقف عظيم
ويحكى الكاتب مصطفى أمين موقفًا لها بعد قرار مصادرة أملاكها برئاسة المهند على نصار جمعت كل مجوهراتها وأعطتها له، وفى اليوم التالى رن التليفون في مكتب علي نصار وسمع فريدة تقول هناك بروش وجدته لم أسلمه للجنة، وحضر علي نصار واستلمه وكان يساوى عشرة آلاف جنيه.