ذكرى رحيل كاميليا اليهودية التي عشقها الملك فاروق وماتت محترقة
اشتهرت بالجمال وتعجلت الثراء والشهرة، هي ليليان ليفى كوهين الشهيرة باسم كاميليا ، ولدت بأفقر أحياء الإسكندرية عام 1919 من أم مصرية وأب غير شرعى يهودى غربى أنكر بنوتها فكانت أشهر نجمات القرن الماضى، لكن لم يدم وجودها الفنى أكثر من أربع سنوات قدمت خلالها الممثلة كاميليا عشرين فيلما فقط.
يؤكد الناقد الفنى حسن إمام عمر أن أم كاميليا ـ رحلت فى مثل هذا اليوم عام 1950 ـ مسيحية من أصل إيطالي كانت تمتلك "بنسيون" فى الإسكندرية وحملت سفاحا من تاجر أقطان إيطالى الذى هرب إلى الإسكندرية بعد خسارته فى البورصة وحين وضعتها أمها نسبتها إلى يهودى كان نزيلا من نزلاء البنسيون، إلا أن الكاتب مصطفى أمين أكد أن كاميليا يهودية الأصل والمنشأ.
ليليان كوهين
جاءت بداية كاميليا الفنية بعد أن تعرفت على الفنان أحمد سالم أثناء عرض فيلم "الماضى المجهول" صيف عام 1946 أحبها وتعاقد معها لاحتكار فنها ووعدها بتقديمها فى فيلم باسم "القناع الأحمر"، وغير اسمها من ليليان إلى كاميليا ودفع إلى الفنان محمد توفيق لتعليمها دروسا في الإلقاء والأداء والحركة واللغة العربية إلا أنه سرعان ما أحبها وفر منها خوفا من تأثيرها على من حولها.
تولى أحمد سالم بنفسه مهمة تعليمها واشترى لها أفخر الثياب والمجوهرات وقدمها إعلاميا الى الصحف والمجلات والحفلات العامة والخاصة إلا أنه غدر بها ولم يف بوعده إليها بأن تقوم ببطولة أفلامه السينمائية.
أول ظهور
انتهز الفنان يوسف وهبى فرصة تكاسل أحمد سالم واتصل بكاميليا سرا وطلب منها الحضور إلى مكتبه بالهرم وبدأ الصراع عليها بين يوسف وسالم وحاول يوسف إقناع سالم بالتنازل عن كاميليا عاطفيا وسينمائيا حتى وافق مقابل 3 آلاف جنيه هي قيمة الاحتكار.
وكان أول ظهور لكاميليا فى فيلم "الكل يغنى" عام 1947، وكان فيلم "قمر 14 "أشهر أفلامها تبعه أفلام العقل زينة، وبابا عريس، وفتنة، وآخر كدبة، والروح والجسد، وخيال امراة وغيرها، لتصبح بعدها أشهر فنانات القرن العشرين لكن عمرها الفني كان أربع سنوات فقط قدمت فيها عشرين فيلما.
أحبها الملك فاروق وانبهر بها بعد طلاقه للملكة فريدة حيث قدمها له أنطون بوللى مدير الشئون الخاصة الملكية وتم اللقاء فى كازينو "حليمة بالاس" إلا أن رشدى أباظة وكان ممثلا لم يشتهر بعد نافس الملك في حبها.
أسرار فاروق
ويقول هيوج ماكليف فى كتابه (الملف السرى للملك فاروق): إن كاميليا كانت تغنى وترقص وتبكى وتضحك فى وقت واحد لاستمالة الملك وقد عرفت رغم صغر سنها كيف تحكم قبضتها على فريستها الكبيرة الملك الذى تلاعبت به فتعلق بها كما لم يتعلق بامرأة أخرى، إلا أنها كانت نذير شؤم عليه فبعد انتهاء الحرب العالمية فكر فاروق فى اصطحاب كاميليا فى رحلة ترفيهية إلى دوفيل بفرنسا، وحتى لا تكشفه الصحافة أرسلها قبله إلى سويسرا ومنها إلى فرنسا ليلحقها هناك إلا أن الطائرة التى سافرت بها وعليها 55 راكبا احترقت وماتت كاميليا وبعدها انتهى عرش الملك فاروق.
غرام رشدى أباظة
وتبدأ القصة أثناء عمل رشدى أباظة فى فيلم "المليونيرة الصغيرة" التقى فى الاستديو بالفنانة الجميلة كاميليا التي كانت قد قررت أن تنطلق وتعيش حياتها بعيدا عن الملك فاروق الذى أحبها وكان شديد الإعجاب بها وهى تراوغه وتتدلل عليه، حين لفت نظرها رشدى أباظة ارتبطت به وغرق رشدى أباظة فى غرامها بالرغم من علمه أن الملك لن يرحب بهذا الحب.
وجاء من يهدد رشدى أباظة من أصدقائه ويقول له: ابعد عن كاميليا وإلا حياتك فى خطر، ولأنه شخصية عنيدة لم يستجب، ووصل الأمر أن قال الملك لكاميليا سأقتله ولو وصل سأقتلكما معا. ولقيت كاميليا مصرعها في حادث محترقة فى حادث سقوط طائرة وكان أول حادث فى تاريخ الطيران المدنى المصرى.
ولم يزل سر حادث احتراق كاميليا غامضا حتى الآن، فهناك من يتهم فاروق، ومن يتهم المخابرات لاتهامها بالجاسوسية، ومن يتهم إسرائيل بمقتلها.