الدنمارك: لن نعترف بأي حكومة لـ طالبان
قال يبي كوفود، وزير الخارجية الدنماركي، إن بلاده لن تعترف بأي حكومة تشكلها حركة "طالبان" الأفغانية.
وأضاف الوزير في حديثه مع الإذاعة الدنماركية "دي آر" يوم الجمعة أن قادة بلاده يشعرون بالقلق بشأن "ضمان أن التقدم الذي أحرزناه على مدار عقدين من الجهود في أفغانستان يمكن أن يستمر".
وأوضح أن الأولوية الأكثر إلحاحا هي ضمان أن يتمكن كل شخص مدرج بقائمة الإجلاء الدنماركية من مغادرة أفغانستان "بترتيب جيد".
وكانت مصادر في "طالبان" قالت إن الملا عبد الغني بردار، أحد مؤسسي الحركة، سيرأس الحكومة الجديدة في أفغانستان.
الموقف الأمريكي
وفي سياق آخر أكد البيت الأبيض أن موقف واشنطن من التعامل مع حركة "طالبان" في أفغانستان سيعتمد على سلوك الحركة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير خلال مؤتمر صحفي لها، اليوم الجمعة، إن "أي علاقات مستقبلية مع (طالبان) ستحدد بناء على تصرفاتها".
وكانت الإدارة الأمريكية قد أعلنت في وقت سابق أنها ستتابع من كثب خطوات "طالبان" وسلوكها، وأنها لا تعتزم رفع العقوبات المفروضة على الحركة أو إعادة النظر فيها في الوقت القريب.
ولم تستبعد واشنطن التنسيق مع "طالبان" لمحاربة التنظيمات الإرهابية مثل "داعش" و"القاعدة" في أفغانستان.
سيطرة طالبان
ونقلت وكالة "رويترز" عن ثلاثة مصادر من "طالبان" أن الحركة تسيطر الآن على جميع أنحاء أفغانستان.
وكانت الحركة أعلنت عن سيطرتها على ثاني أكبر منطقة في ولاية بنجشير التي لا تزال آخر بؤرة للمقاومة المناهضة لها في البلاد.
وفي وقت سابق من اليوم، ذكر المتحدث باسم "طالبان" الحنفي وردك على حسابه في "تويتر" أنه "تم تطهير منطقة بريان الكبيرة والاستراتيجية في بنجشير بالكامل من التشكيلات الإجرامية، وهي ثاني أكبر منطقة في بنجشير".
وكانت تقارير إعلامية تتحدث عن فشل محاولة "طالبان" لاقتحام بنجشير الليلة الماضية وتكبدها خسائر ملموسة.
حكومة طالبان
وفي سياق آخر كشفت مصادر في حركة طالبان الأفغانية اليوم الجمعة، أن الملا بردار، رئيس المكتب السياسي للحركة، سيقود الحكومة الجديدة في أفغانستان.
الملا محمد يعقوب
وقالت المصادر إن الملا محمد يعقوب، ابن مؤسس الحركة الراحل الملا عمر، وشير محمد عباس ستانيكزاي سيتوليان مناصب بارزة في الحكومة.
والأربعاء الماضي، نقلت وسائل إعلام أفغانية عن مصادر لم تسمها قولها إن زعيم حركة طالبان هبة الله أخوند زاده سيتولى رئاسة الحكومة الأفغانية الجديدة.
ويأتي ذلك بعد أيام من إعلان طالبان أن أخوند زاده موجود في قندهار، معقل الحركة.
قندهار
وكان وصول آخوند زاده إلى قندهار مؤشرا على قرب تشكيل حكومة جديدة لقيادة البلاد، عقب سيطرة طالبان على الحكم، الشهر الماضي، بعد 20 عاما من التواجد الأمريكي.
وتتوجه الأنظار شاخصة نحو أفغانستان حيث تستعد طالبان للكشف عن حكومتها الجديدة، في خطوة قد تقيس مدى "شرعيتها" مع العالم الخارجي.
ترقبٌ لولادة متعطشة للحكم، يأتي بعد احتفال حركة طالبان، الإثنين الماضي، بانسحاب آخر جندي أمريكي من أفغانستان، بعد أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة في هذا البلد، استمرت عشرين عاما.
وقال المسؤول في طالبان أحمد الله متقي على وسائل التواصل الاجتماعي، "يجري الإعداد لمراسم بالقصر الرئاسي في كابول".
فيما تحدثت قناة تولو الأفغانية الخاصة عن إعلان وشيك بشأن الحكومة الجديدة.
وكانت الحركة قد أعلنت خلال الأيام الماضية، أنها تنتظر الانسحاب الأمريكي الكامل من أفغانستان قبل الكشف عن تشكيلة حكومتها.
ويرى المجتمع الدولي أن وفاء حركة طالبان بتشكيل حكومة "جامعة" سيشكل مؤشرا أول لتقييم الثقة بها.
ومنتصف الشهر الماضي، تمكنت حركة طالبان من السيطرة على الأغلبية العظمى من الأراضي الأفغانية، بما فيها العاصمة كابول، وعادت إلى الحكم في البلاد، ودخل مسلحو الحركة العاصمة كابول وسيطروا على البلاد بعد فرار الرئيس الأفغاني أشرف غني.
وتكثف حركة طالبان من مساعيها لتشكيل حكومتها الجديدة بشكل وشيك، وفي حين لا يزال من غير الواضح توقيت الإعلان أو ما إن كان سيتضمن مجلس قيادة أكثر شمولية، ستواجه الحكومة الجديدة تحديات ضخمة، من بينها الأزمات الإنسانية والاقتصادية المتنامية التي أجبرت الأفغان على الفرار.