تأديب الشابو
مهتز الخطوة يمشي مترنِّحا، كمطعونٍ بسكين على نصله سم زعاف يفتش نفسه لعلَّه يجد في جوف بيته الذي بالكاد تتوفر فيه بقايا الطعام، جنيهات تهدأ بها نفسه وتقر بها عينه؛ لا لشراء خبز أو ملابس لأولاده، أو دواء أو لبن، بل لشراء الكيف والمزاج، فقد باع ذلك المدمن إرادته للكيف؛ فأصبح مسلوب الإرادة.
ومع عدم كفاية الجنيهات؛ تضيع أمام إدمانه كل قيمة، وتجف من قلبه كل قطرة رحمة، تتلاعب بعقله شهوة الكيف، فتصبح الجريمة خياره الأول؛ إما بالقتل أو الخطف أو السرقة بالإكراه؛ في مشهد عبثي يكرره مدمنو المخدرات وتحديدا مخدر الشابو، ذلك الخليط الخبيث المستخرج من مادة «الميثامفيتامين»، ويبدأ تحضيره معمليا بشكل بلورات؛ ليكون الموت حاضرا في حبيبات كريستال أو هكذا يبدو ذلك المخدر اللعين.
يلعب الشابو برأس مدمنيه؛ فيظلون أياما من دون نوم أو راحة؛ وهنا يظن المتعاطي أنه انتصر أو حقق معجزة خارقة للعادة، وربما تزيد الجرعة فيرتفع ضغط الدم لديه بطريقة جنونية، وهنا تصبح شرايين القلب أو المخ في خبر كان، ناهيك عن الصرع والتشنجات، ليكتب المدمن بذلك نهايته بيده.
جهود أمنية مستمرة
وطالما كانت القرية المصرية، نقية طاهرة من دنس المخدرات لعقود طويلة، لكن أبت عصابات الإجرام إلا تهديد أمنها بمحاولة ترويج ذلك المخدر القاتل، وقد بلغ فُجر المروجين أنهم روجوا المخدرات والشائعات في آن واحد، فتارة يدعون أنهم مسنودون، وأخرى بأنهم واصلون، وفي النهاية يقعون في شرور أعمالهم.
ومؤخرا شهدت بعض قرى ملوي بالمنيا جهودا أمنية كبيرة قادها العقيد علاء جلال، رئيس فرع البحث الجنائى جنوب المنيا، والمقدم محمد بكر رئيس مباحث مركز ملوي، والرائد عمرو سليم معاون أول مباحث ملوي، فكان الجانب المعلوماتي المحرك الأساسي لتلك الجهود بعد تقنين الإجراءات، وتحديد أسماء المجرمين وضبطهم وفق خطة محكمة..
ورغم ذلك لا زالت الجهود الأمنية بحاجة إلى دعم وتنسيق كامل من جميع مؤسسات الدولة وعلى رأسها الأزهر الشريف والأوقاف والكنيسة المصرية، ومنابر الإعلام والدراما الهادفة؛ لحسم ذلك الملف وطي صفحته السوداء إلى الأبد، وفي هذا الصدد يجدر بي توجيه التحية إلى مجموعة من الشباب المثقفين دشنوا صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي باسم ضد الشابو، وبدأوا حملات ترويج يومية ضد مخاطر ذلك السم القاتل..
حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.