في ذكرى رحيل إمام المحدثين.. محطات فارقة في حياة «البخاري» أشهر من كَتب الحديث النبوي
من شيوخ الحديث وأئمة الهدى.. محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة، الشهير بـ"البخاري"، احتل مكانة كبيرة في قلوب المسلمين، ولد في مدينة بخارى ـ رحل في مثل هذا اليوم الأول من سبتمبر عام 850 م- اشتهر بجمع الحديث النبوي في كتابه “الجامع الصحيح" الذي يعد أصح كتاب بعد القرآن وعرف باسم (صحيح البخارى).
والده عالم محدث وأمه صالحة ورعة مثل زوجها دفعت الابن إلى حفظ القرآن والتعمق في تعاليمه حفظ القرآن الكريم وهو صغيرا، وأصبح من المترددين على حلقات المحدثين، وحفظ الكثير من الأحاديث بعد البحث والتدقيق.
الإقامة في الحرمين
سافر إلى الحج مع والدته وشقيقه بعد وفاة والده وعمره 16 عاما لأداء مناسك الحج، وبعد أدائها لم يعد مع أسرته إلى بخارى، ولكن استقر بجوار الحرمين الشريفين يجالس العلماء ويحاور المحدثين ويجمع الأحاديث، حتى إنه استكمل جمع الأحاديث خارج الجزيرة العربية، فسافر إلى الكوفة والبصرة ودمشق وبغداد وخراسان.
البخاري هو أشهر من كتب الحديث النبوي قاطبة بدأ في تدوينه وهو في الثامنة عشر، وبذل جهدا كبيرا في جمعه وتدوينه وترتيبه وتبويبه لمدة 16 عاما حتى خرج إلى النور في مؤلفه (الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله وسنته) ويضم 7275 حديثا اشترط في جمعها الرؤية والسمع معا.
زاد عدد مريديه كرواة للحديث حتى وصلوا إلى الألف، ويعبر البخارى عن هذا العدد ويقول: (كتبت عن ألف ثقة من العلماء وزيادة وليس عندي حديث لا أذكر إسناده بعد التحري والتدقق فيما آخذه) من شيوخه المعروفين أحمد بن حنبل أحد الأئمة فيما بعد وأبو حاتم الرازى وأبو بكر بن أبى شيبة.
بعد أن جمع مئات الأحاديث عاد إلى بلدته بخارى واستقبله أهلها استقبال الفاتحين فنصبت له القباب على مشارف المدينة وأصبح بيته ومسجده موطن العلم ورواية الحديث.
الخروج من بخارى
ولم يكد يستقر في بخارى حتى حقد عليه العلماء ودسوا له عند أمير بخارى خالد بن أحمد الدهلي الذي طلب منه أن يحضر إليه في قصره ليسمعه الحديث، فأبى البخارى الانتقال إلى القصر وقال لرسول الأمير (إننى لا أذل العلم ولا أحمله إلى أبواب السلاطين، فإن كانت له حاجة إلى شيء فليحضرني إلى مسجدى أو دارى).
غضب الأمير وأغرى السفهاء الخوض في حق البخاري وسرت الشائعات التي تحط من قدره وهاج الشيوخ ورغبوا في قتله فنفاه الأمير إلى سمرقند وظل بها حتى الرحيل.
رواة الحديث
من مؤلفات البخاري: الأدب المفرد، التاريخ الكبير ويضم أسماء رواة الحديث، التاريخ الصغير وهو تاريخ مختصر للنبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه ومن جاء بعدهم من الرواة، رفع اليدين في الصلاة، وصحيح البخاري أشهرها.