رئيس التحرير
عصام كامل

«وقائع عربية» لـ المنسي قنديل أحدث إصدارات دار الشروق

محمد المنسي قنديل
محمد المنسي قنديل

صدر حديثًا عن مكتبات دار الشروق للنشر والتوزيع كتاب "وقائع عربية" للكاتب الكبير د. محمد المنسي قنديل.

كتاب وقائع عربية

 

ومن أجواء الكتاب نقرأ: تُغيِّب القبور الأجساد ولكن الأرواح تظل حية، طليقة، تملأ الأثير من حولنا وتتسرب إلى لحظاتنا المعيشة لتروي قصصها. التاريخ لا يموت، ولا تكف أطيافه عن التشكل، ملوك وأمراء وفرسان شعراء، عشاق لنساء فاتنات، وفلاحون لا يتوقفون عن الزرع والقلع، يحيطون بنا أحيانًا كالقيد، وأحيانًا أُخر يلهموننا الرؤية بشكل أعمق. التاريخ هو شغف، خلاصة التجربة الإنسانية، إدراك أن الحياة لا تنتهي والأمل لا ينقطع.


ويقول المنسي قنديل عن “ وقائع عربية ”: هذا الكتاب يستنطق أرواح الأسلاف ويقدم سلة مليئة بحكاياتهم الشائقة، لا تنتمي للتاريخ الكبير بوقائعه المشهودة، ولكنها تغوص خلف تفاصيل التاريخ الصغير؛ تاريخ الناس الذين يعملون في صمت، ويموتون دون أثر من أجل استمرار مسيرة الحياة؛ وكلها ترسم صورة مرحة أحيانًا ومأساوية أحيانًا أخرى لكل العصور العربية، وتقودنا في النهاية إلى مصر أمِّ التاريخ التي عاشت كل طبقاته ودفعت ثمن وجودها غاليًا. هذا كتاب موهوب للمتعة الخالصة، لصفاء النفس واستخلاص العبر، حكايات كنبض القلب، وأسلوب يختزن روح الشعر.

دار الشرق
 

علي جانب آخر.. كانت قد تضمنت قائمة الأكثر مبيعا في مكتبات الشروق خلال الأسبوع الماضي، كتاب "ثورة 1919 في الأدب والسينما" للكاتبة دينا حشمت.. والتي تقدم “دينا” من خلاله تحليلًا نافذًا لمجموعة واسعة من الأعمال الأدبية والفنية المصرية، التي قننت ورسخت ثورة 1919 بوصفها لحظة من أهم لحظات الانتصار الوطني.

كما تطرح مؤلفة الكتاب تساؤلات عميقة حول السردية السائدة بخصوص الوحدة الوطنية والتناغم الطبقي إبان ثورة 1919 وفي أعقابها، وهي بتقديمها أصواتًا بديلة متنوعة تقدم هذه "اللحظة" أو "المساحة" التاريخية باعتبارها مسارات طويلة تتضافر فيها عناصر متنوعة ومتشظية، تعبر عن نفسها بمزيج من البهجة والغضب والمقاومة والاحتفال؛ الأمر الذي يذكرنا بأن اللحظات الثورية، وذكريات تلك اللحظات، ما هي إلا مجموعة شديدة التعقيد من الأحداث التي تقوم بها جماعة ما في لحظة تاريخية محددة.

وعلى الرغم من مرور قرن من الزمان على أحداث ثورة 1919، وتفرد مشاهدها التي كانت مغايرة وتستحق أن تظل حية في وجدان الشعب المصري على مرور السنوات، إلا أنها  لم تلق الاهتمام الكافي من قبل صناع السينما في مصر، فلم تفجر الثورة اهتمام كاف لديهم، حتى أن الأفلام التي تناولتها قليلة.

كما لم يكن هناك عملًا قائمًا بذاته لمناقشة هذه الثورة التي تغيرت معه أحلام المصريين وتعالت معها الطموحات، ولكن يظل هناك عدد من المبدعين الذين كانت هذه الثورة مصدرًا لإلهامهم، وتمكنوا من التعبير عن بعض أحداثها من خلال أفلامهم.

ويعتبر أول فيلم مصري صامت في تاريخ السينما المصرية، تم إنتاجه عام 1923، أما مدته فلا تتجاوز الـ 16 دقيقة، من بطولة بشارة واكيم، وعادل حميد، وفردوس حسن، ومن تأليف وإخراج محمد بيومي، وبالرغم من أن أحداثه لم تناقش بصورة مباشرة ثورة 1919 ولم تسجل مشاهدها بصورة صريحة، إلا أن المخرج والمؤلف محمد بيومي كان متعمدًا في كثير من المشاهد على استعراض بعض مظاهر الثورة خلال أحداث الفيلم التي تدور حول الترابط بين المسلمين والمسيحيين.

وبين سطور الأحداث نجد ثورة 1919 حاضرة في صورة عبارات وشعارات على جدران المنازل، كما أن قائدها سعد باشا زغلول لم يكن غائبًا عن المشهد، بل حاضرًا وبقوة في أحد المشاهد من خلال صورة كبيرة واضحة له، وكأنما أراد المخرج إثبات حضور الثورة حتى وإن لم تكن أحداثها بارزة بصورة رئيسية في الأحداث.

الجريدة الرسمية