رواية «متاهة الإسكندرية» لـ علاء خالد أحدث إصدارات دار الشروق
صدر حديثا عن مكتبات دار الشروق للنشر والتوزيع رواية «متاهة الإسكندرية» للكاتب الروائي والشاعر علاء خالد.
رواية متاهة الإسكندرية
ومن أجواء الرواية نقرأ.. «السَّيْر» في ثنايا الإسكندرية، للراوي، ولمجموعة من الشباب العشريني، لحظة التحوُّل العنيفة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي؛ بحثًا عن خلاص صعب. السير في الشوارع، الميادين، المقاهي، المطاعم، الأسواق الشعبية، معارض الفن، تجمعات الفنانين، معامل تحميض النيجاتيف وطباعة الصور، مقابر الماضي والحاضر، السينمات، الحمَّامات الشعبية، البارات، المتاحف، محالّ بيع الأسطوانات، الروايات، ألبومات الصور، والرسائل. "تنقيب" في ذاكرة المدينة وأبطال روايتها بدون أي رغبة في الوصول إلى بداية خيط أو نهايته. فالخيوط كانت مقطوعة بسبب عنف لحظة التحول.
وشكلت خطوط السير المتقاطعة، لأبطالها، مسارات متشابكة، تشبه المتاهة، بلا بداية ولا نهاية. تحوَّلت المدينة، في نظر الراوي، إلى قطعة نسيج عتيقة، تتناثر عليها بقع من الصدأ. كل بقعة تخفي تحتها مصائر وحيوات تلاقت، ثم تفرَّقت، كساها مرور الزمن اللون الأصفر. رواية تسعى للتنقيب في «متاهة الزمن».
دار الشرق
علي جانب آخر.. كانت قد تضمنت قائمة الأكثر مبيعا في مكتبات الشروق خلال الأسبوع الماضي، كتاب "ثورة 1919 في الأدب والسينما" للكاتبة دينا حشمت.. والتي تقدم “دينا” من خلاله تحليلًا نافذًا لمجموعة واسعة من الأعمال الأدبية والفنية المصرية، التي قننت ورسخت ثورة 1919 بوصفها لحظة من أهم لحظات الانتصار الوطني.
كما تطرح مؤلفة الكتاب تساؤلات عميقة حول السردية السائدة بخصوص الوحدة الوطنية والتناغم الطبقي إبان ثورة 1919 وفي أعقابها، وهي بتقديمها أصواتًا بديلة متنوعة تقدم هذه "اللحظة" أو "المساحة" التاريخية باعتبارها مسارات طويلة تتضافر فيها عناصر متنوعة ومتشظية، تعبر عن نفسها بمزيج من البهجة والغضب والمقاومة والاحتفال؛ الأمر الذي يذكرنا بأن اللحظات الثورية، وذكريات تلك اللحظات، ما هي إلا مجموعة شديدة التعقيد من الأحداث التي تقوم بها جماعة ما في لحظة تاريخية محددة.
وعلى الرغم من مرور قرن من الزمان على أحداث ثورة 1919، وتفرد مشاهدها التي كانت مغايرة وتستحق أن تظل حية في وجدان الشعب المصري على مرور السنوات، إلا أنها لم تلق الاهتمام الكافي من قبل صناع السينما في مصر، فلم تفجر الثورة اهتمام كاف لديهم، حتى أن الأفلام التي تناولتها قليلة.
كما لم يكن هناك عملًا قائمًا بذاته لمناقشة هذه الثورة التي تغيرت معه أحلام المصريين وتعالت معها الطموحات، ولكن يظل هناك عدد من المبدعين الذين كانت هذه الثورة مصدرًا لإلهامهم، وتمكنوا من التعبير عن بعض أحداثها من خلال أفلامهم.
ويعتبر أول فيلم مصري صامت في تاريخ السينما المصرية، تم إنتاجه عام 1923، أما مدته فلا تتجاوز الـ 16 دقيقة، من بطولة بشارة واكيم، وعادل حميد، وفردوس حسن، ومن تأليف وإخراج محمد بيومي، وبالرغم من أن أحداثه لم تناقش بصورة مباشرة ثورة 1919 ولم تسجل مشاهدها بصورة صريحة، إلا أن المخرج والمؤلف محمد بيومي كان متعمدًا في كثير من المشاهد على استعراض بعض مظاهر الثورة خلال أحداث الفيلم التي تدور حول الترابط بين المسلمين والمسيحيين.
وبين سطور الأحداث نجد ثورة 1919 حاضرة في صورة عبارات وشعارات على جدران المنازل، كما أن قائدها سعد باشا زغلول لم يكن غائبًا عن المشهد، بل حاضرًا وبقوة في أحد المشاهد من خلال صورة كبيرة واضحة له، وكأنما أراد المخرج إثبات حضور الثورة حتى وإن لم تكن أحداثها بارزة بصورة رئيسية في الأحداث.