دراسة غير متوقعة: الوزن الزائد طوق نجاة من هذا المرض القاتل
كشفت دراسة حديثة، نشرت مؤخرا، أن زيادة الوزن يمكن أن يزيد من فرص النجاة من بعض الأمراض القاتلة.
ووفق دراسة أجراها علماء من جامعة جوتنبرج السويدية، على 2196 شخصا، فإن أولئك الذين لديهم محيط خصر كبير، كانوا أقل عرضة للوفاة من الالتهابات البكتيرية الشديدة.
التهابات بكتيرية شديدة
ووجدت الدراسة، أن 26 في المئة من المرضى الذين يعانون التهابات بكتيرية شديدة وكانوا بوزن طبيعي، ماتوا في غضون عام، مقارنة بتسعة و17 في المئة بالنسبة لمجموعات كان فيها مؤشر كتلة الجسم أعلى.
كوفيد-19
ونقلت صحيفة "ذا صن" البريطانية عن مؤلف الدراسة الدكتور آيسا أليسو قوله: "في معظم الأمراض، تكون السمنة وزيادة الوزن أمرا خطيرا وهو ما ينطبق على عدة أنواع من السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، وعلى وجه الخصوص كوفيد-19، حيث يرتبط ارتفاع مؤشر كتلة الجسم بمعدلات وفيات أعلى، إلا أن الأمر مختلف مع الالتهابات البكتيرية الشديدة".
ومن جانبه أوضح المؤلف المشارك في الدراسة الدكتور جونار جاكوبسون، أن "هناك حاجة إلى المزيد من التجارب لتسليط الضوء على كيفية تأثير وزن الجسم على دفاعات الجسم ضد العدوى حتى يمكن تخصيص العلاج".
تأثير السمنة على صحة أصحابها
وكانت الأبحاث العلمية أثبتت مدى تأثير السمنة على صحة أصحابها ليس فقط من ناحية المظهر وإنما كذلك على مستوى الصحة البدنية وسير عمل وظائف ومؤشر كتلة الجسم لدرجة قد تدفع أي شخص للتفكير مرتين قبل تناول أي وجبة في يومه، فيكفي أن نعلم أن هناك %65 من حالات الوفاة سنويًا تنتج عن السمنة مقارنة بـ35% ممن يعانون من النحافة والمجاعات حول العالم.
حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية فأكثر من 10% من سكان العالم يعانون من السمنة وبعضهم يعاني من أضرار السمنة التي تزيد فيها مؤشر كتلة الجسم عن 35، حتى أنه في عام 2008 بلغ عدد المصابين بالسمنة عالميًا 1.4 مليار شخص، وقد اتضح أن اضرار السمنة قد تتخطى المشاكل المتعارف عليها في الحركة والتنفس وإنما قد تصل مساوئها حد الإصابة بالسرطان وعدم القدرة على الإنجاب بخلاف المشاكل النفسية والاجتماعية.
كيف يمكن أن تتسبب مشاكل السمنة في كل هذا؟
أضرار السمنة المفرطة على وظائف الجسم:
تؤثر السمنة تقريبًا في كافة وظائف مؤشر كتلة الجسم مما يجعلها واحدة من أخطر أمراض العصر على الإطلاق سواء على الرجال أو النساء، ومن أشهر اضرار السمنة المفرطة على أجزاء الجسم:
القلب والرئة
تلعب السمنة دورًا كبيرًا في ارتفاع الكولسترول في الدم وهو ما يؤدي إلى ترسب الدهون على الأوعية الدموية وبالتالي زيادة الحمل على القلب والرئة، لذلك نلاحظ أن مريض السمنة أكثر عرضة للإصابة بالأمراض القلبية والجلطات.
وقد أشارت الدراسات العلمية إلى أن معدل حدوث أمراض القلب وضيق الشرايين قد تتضاعف ثلاث مرات عند مرضى السمنة عن غيرهم، وأن احتمالية زيادة انسداد الشرايين تزداد حتى لو حدثت زيادة الوزن بمعدل 10% فقط عن زيادة الوزن الطبيعى.
كما أثبتت بعض الدراسات أن هناك علاقة مباشرة بين زيادة مؤشر كتلة الجسم وزيادة احتمال الإصابة بالجلطة الدماغية التي قد تؤدي بصاحبها إلى الإعاقة.
العظام
تؤدي زيادة الدهون إلى زيادة الوزن وبالتالي زيادة الحمل على العظام والمفاصل بالطبع، مما يجعل الإنسان غير قادر على الحركة، بالإضافة إلى أنه يزيد من احتمالات الإصابة بالتهاب المفاصل، وخشونة الركبة وكذلك الدوالي، وقد يشكو من يعانون من مشاكل واضرار السمنة المفرطة كذلك من آلام بمفصل الحوض أو بمؤخرة العمود الفقرى، لأن تلك المفاصل أيضا تعاني من الحمل الزائد عليها، مما يزيد فرص الإصابة بخشونة غضاريف هذه المفاصل وتآكلها وإصابتها بالالتهابات المزمنة.
نفس الأمر قد ينطبق على الأطفال، ففي حالات السمنة الشديدة لدى الأطفال فقد يؤدي زيادة الوزن في فترة معينة إلى تقوس عظام الساقين الذي يؤثر في حياة الطفل بشكل كبير بعد ذلك ويمنعه من الاستمتاع بفترة طفولته كأقرانه، وربما يحتاج الأمر إلى تدخل جراحي لتقويمه.
السكري
يؤدي تراكم الدهون إلى اعتلال البنكرياس بشكل رئيسي وهو ما يؤدى إلى خطر الإصابة بالسكري من النوع الأول وهو النوع الغير معتمد على الأنسولين، فيما قد يتطور الأمر في حالة الإصابة بأضرار السمنة ليصل إلى السكري النوع الثاني المعتمد على حقن الأنسولين لتعويض الجسم بكم الأنسولين الذي يحتاجه وهنا تكون الحالة معرضة للمعاناة من كثرة التبول وزيادة الإحساس بالعطش وغيرها من المشاكل التي يتسبب فيها مرض السكري وهي من أشهر اضرار السمنة التي يعلمها أغلب المصابين بها.
ارتفاع الضغط
الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن يعانون بالتبعية من ارتفاع ضغط الدم بصورة ملحوظة؛ لأن ارتفاع الضغط الدم يزيد بثلاث أضعاف لدى الأشخاص المصابون بالسمنة مقارنة بالأشخاص العاديين. العلاقة بين ضغط الدم والسمنة موجودة في جميع الأعمار وفي كلا الجنسين وهي من أكثر المشاكل شيوعًا بين من يعانون من السمنة.
السرطان
ما لا يعلمه البعض أن السمنة تزيد من مخاطر الاصابة بعدة أنواع من السرطان، أهمها (سرطان الثدي، بطانة الرحم، القولون، المثانة، وسرطان الكبد). وقد أوضحت الدراسات أن نسب الحالات المصابة بالسرطان تكون مصاحبة بارتفاع في مؤشر كتلة الجسم بمعدل 8 – 42 %، حيث أن من يعانون من السمنة يكونوا معرضين للإصابة بأنواع معينة من السرطان ذات الصلة الهرمونية مثل سرطان بطانة الرحم والثدى لدى النساء، سرطان البروستات، الكلى، الغدة الدرقية، المثانة، وكذلك سرطان القولون وربما هذا النوع من المشكلات كان له الدور الأكبر في دفع الأفراد لإجراء عمليات البدانة للتخلص من زيادة الوزن.