كريم إبراهيم يكتب: تجنيس فرسان مصر جريمة.. وهذه كواليس الأزمة
الهروب من تمثيل مصر جريمة لا يجوز تبريرها بأي حال من الأحوال، فاللعب باسم مصر شرف وتمثيل مصر هو أمر يدعو للفخر بصرف النظر عن أي تفاصيل أخرى.
تردد خلال الأيام الماضية أخبار عن لجوء عدد من لاعبي منتخبنا الوطني للفروسية للعب تحت راية دول أخرى، وهو أمر جلل، يستحق التوقف والتدقيق ومعرفة الأسباب الحقيقية التي دفعت هؤلاء للتخلي عن شرف حمل العلم المصري في المحافل الدولية والبطولات العالمية.
سامح الدهان لاعب المنتخب الوطني للفروسية "سابقا"، والذي أعلن تخليه عن تيشرت المنتخب الوطني، واللعب في البطولات الدولية تحت راية المنتخب الإنجليزي، بسبب استبعاده من المشاركة في أولمبياد طوكيو بقرار من رئيس الاتحاد هشام حطب.
دعونا في البداية نوجه سؤال، هل استبعاد لاعب من المنتخب لأي سبب من الأسباب مبرر لتخليه عن مصريته وتفريطه في شرف حمل علم بلده في المحافل الدولية؟
وإن كانت الإجابة نعم، فدعونا نشرح ما حدث تفصيلا قبل إنطلاق أولمبياد طوكيو 2020 بأيام قليلة:
سامح الدهان أبلغ مسئولي اتحاد الفروسية قبل انطلاق الأولمبياد بـ5 أسابيع برغبته في تبديل الحصان الخاص به، بداعي أن الحصان "عجز"، وكأن كل ذلك حدث فجأة!!
وفي رد فعل طبيعي قام مسئولي الاتحاد بتقييم الحصان البديل وتبين أنه خارج مستوى المنافسة، ولا يصلح للمشاركة في الدورة الأولمبية، وبناءً عليه تقرر استبعاده لأسباب فنية وليست لأسباب شخصية.
سامح الدهان الفارس الذي كان مصريا، لديه وكيلة أعمال إنجيلزية، وكانت لها دور كبير في إقناعة باللعب تحت راية العلم الإنجليزي والتخلي عن شرف ارتداء العلم المصري.
أما الفارس الثاني وهو عبد القادر سعيد، كان يملك 3 أحصنة، وقام ببيع واحد منهم في أوروبا، وباع الباقي في الولايات المتحدة، وقام بإحضار حصان بديل قبل الدورة الأولمبية، ولم يكن أمام اتحاد الفروسية أي خيار إلا ضمه لصفوف الفريق المشارك في الأولمبياد، رغم أن الحصان البديل لم يكن على المستوى المطلوب أيضا وهو ما ظهر بشكل واضح خلال مشاركته في المنافسات.
كل ما ذكرته ليس دفاعا عن هشام حطب أو اتحاد الفروسية، ولكن الأمر حقا جلل ويستحق التوقف والتحقيق ومعرفة الأسباب الحقيقة وراء قرار التخلي عن شرف تمثيل منتخب مصر.
ما ذكرته أيضا جاء على لسان فارس مصري مخضرم اعتاد تمثيل مصر في البطولات الدولية، وجاء موقفه مستنكرا قرار التخلي عن شرف تمثيل منتخب مصر في المحافل الدولية.
وهنا قد يبدو قراراهم منطقيا بعض الشئ إذا علمنا أن اللاعبين تربطهما ببعض علاقة تجارية، كونهم ضمن تشكيل فريق واحد يشارك في عدد من البطولات الدولية تحت أسم "جلوبال تور" التي تهدف إلى الربح في المقام الأول.
وفي جميع الأحوال، اللعب تحت راية دولة أخرى هو إجراء لا يحدث بين ليلة وضحاها، ويحتاج إلى فترة طويلة من الترتيبات قد تصل إلى 6 أشهر على الأقل، وهو ما يعني أن النية مبيتة منذ البداية.
والمثير في الأمر هو صمت مسئولي اتحاد الفروسية تجاه ما يحدث، على أمل أن “تتعدل الأحوال”، ولكن أعتقد أن وقت الرد قد حان، وكشف المستور وإعلان الكواليس أمر ضروري من أجل إيضاح الصورة.
التخلي عن مصر جريمة تستحق العقاب، والهارب من تحت الراية المصرية جاني وليس ضحية، ولا مجال هنا للحديث عن مبررات أو أسباب قد دفعتهم للخيانة.