رئيس التحرير
عصام كامل

الضرب تحت الحزام.. تأثير انهيار الحكومة الأفغانية على الخطة الأمريكية للطائرات المسيرة

الرئيس الأمريكي جو
الرئيس الأمريكي جو بايدن

قالت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية، إن انهيار الحكومة الأفغانية تضع عقبات أمام  إستراتيجية الرئيس الأمريكي جو بايدن، باستخدام الطائرات المسيرة، كما أن الخطة التي تدرسها واشنطن حاليًا، لوضع قواعد لتلك الهجمات، تضرب في الصميم تصريحات بايدن، برغبته في إنهاء ”الحروب الأبدية“.

 

 مشكلات جديدة 

وأضافت في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، أن ”إدارة الرئيس بايدن، أكملت تقريبًا سياسة خاصة بالهجمات التي تشنّها باستخدام الطائرات المسيرة، في إطار مكافحة الإرهاب، إضافة للغارات التي تقوم بها القوات الخاصة، خارج مناطق الحرب التقليدية، لكن الانهيار المفاجئ للحكومة الأفغانية، وسلسلة الغارات الأخيرة على الصومال، أثارت مشكلات جديدة أمام تلك العمليات، بحسب مسؤولين حاليين وسابقين“.

 

وأردفت أن ”إدارة بايدن كانت تأمل في إنهاء تلك الخطة، بحلول الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر 2001، للحدّ من الحرب التي لا نهاية لها على الإرهاب، وإعادة توجيه سياسة الأمن القومي، بحيث تواكب التغييرات التي شهدها العالم منذ 11 سبتمبر، لكن قدرة فريق بايدن على الانتهاء من تلك الخطة بالموعد النهائي المحدد لها، أصبحت موضع شك كبير، في ظل الأحداث التي تتغير سريعًا“،  والشكوك المحيطة بالمستقبل“، مشيرة إلى أن كثيرًا من المسؤولين الذين كانوا يطورون ويتوافقون على خطة معدلة بأفغانستان، يركزون الآن على عمليات الإجلاء الطارئة في كابول.

طائرات مسيرة 

وتابعت أن ”بايدن شرع منذ يناير الماضي، وبعد تولي مهام منصبه بشكل رسمي، بوضع سياسته الشاملة الخاصة، للهجمات بالطائرات المسيرة دون طيار، على التهديدات الإرهابية التي تنبع من دول لا تملك الولايات المتحدة قوات على الأرض فيها“.

ولفتت الصحيفة، إلى أن ”إدارة بايدن تابعت ما فعله الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي خفف كثيرًا من القواعد الخاصة بتلك الهجمات في 2017، التي سبق أن فرضها الرئيس الأسبق باراك أوباما، وأن فريق بايدن قضى أكثر من 7 شهور بمراجعة تلك السياسات، التي تضمنت الضحايا المدنيين الذين يسقطون نتيجة تلك الغارات، وتقييم تطور التهديد الإرهابي العالمي“.

 

ضربات مفتوحة 

وكما هو متصور، فإن النهج الذي سوف تعلنه إدارة بايدن، سيجمع بين إستراتيجيتي أوباما وترامب، بحيث يلتزم بخطة الأول في التركيز الدقيق للغاية على أهداف الضربات المفتوحة، في الدول التي يندر فيها شن تلك الهجمات، لكن في مناطق تشهد مثل هذه الغارات الروتينية، كأفغانستان والصومال، فإنها ستحافظ على جزء من نهج ترامب.

سقوط كابول

ورأت ”نيويورك تايمز“ أن الاضطرابات الأخيرة في أفغانستان، جعلت الخطة التي وضعها فريق بايدن للوضع في تلك الدولة قد عفا عليها الزمن. وقال مسؤولون، إن الإدارة الأمريكية بحاجة الآن إلى تطوير دليل جديد، للتحكم في أي ضربات مستقبلية هناك، قبل أن يتمكن بايدن من وضع السياسة العامة موضع التنفيذ، وأن مستقبل الغارات الأمريكية في أفغانستان مهم للغاية، لأن بايدن وفريقه دافعوا عن قرار سحب القوات البرية الأمريكية، بناءً على وعد يقوم على استمرار القدرة على ضرب أي تهديد إرهابي محتمل، ينبع من تلك الدولة.

وأوضحت أن الخطة الأصلية لإدارة بايدن في أفغانستان، كانت قائمة على سيناريو تستطيع من خلاله الولايات المتحدة شن غارات جوية بموافقة الرئيس الأفغاني أشرف غني، ودعم جهود حكومته لمقاومة أي جماعات إرهابية عابرة للحدود، مثل القاعدة وداعش، اللتين تسعيان إلى استخدام أفغانستان كقاعدة للعمليات الإرهابية، وفي الوقت الذي تسعى فيه طالبان لفرض سيطرتها على أفغانستان، فإنها ستكون محايدة ظاهريًا على الأقل في هذه النقطة تحديدًا.

وأفادت بأن ”تطورات الأوضاع في أفغانستان خلال الأسابيع القليلة الماضية، أجبرت الإدارة الأمريكية على تعديل خططها، بعد هروب الرئيس الأفغاني أشرف غني، واستسلام الجيش الأفغاني فجأة، واكتساح حركة طالبان للسلطة باعتبارها حكومة الأمر الواقع، نتيجة لذلك، فإنه يتعين إعادة تطوير إستراتيجية أي عمليات مستقبلية لمكافحة الإرهاب في أفغانستان، في ظل حالة عدم اليقين بشأن نوايا طالبان، بما في ذلك ما إذا كانت الحركة، ستعود لاستضافة معسكرات إرهابية، كما فعلت في التسعينيات“.

الجريدة الرسمية