هل يحاسب المسلم على هواجس النفس؟.. تعرف على رأي الشرع
هناك كثير من الناس يسألون ويتملكهم الحيرة حول هل يحاسبهم الله على هواجس النفس والخواطر التي تدور في أذهانهم.
وفي رده على سؤال هل يحاسب المسلم على "هواجس النفس"؟.. قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن المسلم يحاسب على السعي فقط وليس الحركة، فالسعي هو الحركة مع العزم والقصد والهدف المحدد مسبقا.
وأضاف علي جمعة، في لقائه على فضائية "سي بي سي"، أن مراتب القصد، وهي ما يدور في باطن الإنسان لا يحاسب فيه إلا على النية فقط، منوها بأن ما يدور في داخل المسلم ينقسم إلى خمسة أقسام: الهاجس، الخاطر، حديث النفس، الهم، العزم" موضحا أن الأربعة الأوائل لا يحاسب عليها المسلم إلا العزم الذي فيه قصد وعزم على فعل الشئ.
وأوضح المفتي السابق أن مراتب القصد خمس "هاجس، خاطر، حديث النفس، هم، عزم" بمعنى أن الإنسان إذا قصد شيئا مر بهذه المراحل الخمسة فى نفسه من الداخل.
وأشار الى أن الهاجس، صورته أن يأتي الشيء للإنسان ويمر مرور الكرام، فقد يكون هاجس معصية فيتصور الإنسان زجاجة الخمر وتمر أمامه فى ذهنه، فلو ثبتت هذه الصورة، تسمى خاطر، فالخاطر هو ما ثبت من الصور.
وأضاف، أن الإنسان لو أنشئ حديثا مع نفسه فقال لم يتصور صورة زجاجة الخمر وما الفائدة من تصويرها، فهذا حديث نفس، وهذه النفس قد تكون أمارة بالسوء أو نفس لوامة، أما الهم فهو أن الشخص الذى عرضت عليه المعصية مال لفعلها بقلبه وهم بتنفيذها، فإذا نوى قصدا، مؤكدا فعل هذه المعصية فهذا هو العزم.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن السعي في اللغة هو الحركة مع القصد، فالفرق بين السعي والحركة هو أن الأول يكون بغرض وقصد وهدف ونية، أما الثانية تكون بلا هدف، مشيرا الى أن السعي منه ما هو خير وما هو شر، مستشهدا بحديث النبي "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى".
وأشار إلى أن الله أخبرنا في القرآن في كثير من الآيات القرآنية، أن الحياة الدنيا بين الحركة والسكون، منوها بأن كل الحركات والسكنات مسجلة بالصوت والصورة ومراقبة من الله تعالى.
وأوضح، أن العبد سيحاسب على السعي وليس الحركة، فيقول الله تعالى "وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ".
وذكر أن مراقبة الله لحركات العبد، تشمل الظاهرة والباطنة مضيفا أن القلب له عمل والعقل له عمل وحركة، وهذا يعين على الاستقامة حينما يعلم العبد أن الله يراقب ما يبطن وما يظهر.