رئيس التحرير
عصام كامل

داعش خراسان.. ISIS K !

لم تكد طالبان تهنأ بإلاستيلاء الهادئ السلس علي أكثر من ٩٠% من أراضي أفغانستان، بالرشوة مع حكام الولايات أو التيسير مع الإدارة الأمريكية، ولم تكد تكمل حملة الميك آب السياسية وتصديرها للعالم الغربي والعربي، حتى خطفت منها الأضواء داعش. وبالأحرى فرع من داعش ينتمى إلى ولاية خراسان شرقي كابول العاصمة وقريبة من الحدود الباكستانية.. داعش خراسان. 

 

جنسيات داعش خراسان أساسا أفغان باشتون، وباكستانيون، وتشكل الفرع الدموى في يناير عام ٢٠١٥، وينظر إليها مركز الدراسات الاستراتيجية الأمريكي بوصفها العدو اللدود لطالبان، وهي تنظيم أشد عدوانية ودموية من طالبان، بل يعتبر طالبان تنظيما كافرا، ويرى المدنيين كفارا، وكان في السابق جزءا من تنظيم القاعدة، ويتجاوز عددهم وفق تقديرات محتملة أكثر من ثلاثة ألاف مقاتل إرهابي.

 

أعلنت داعش خراسان ISIS K عن حضورها الدموى، ولم تكن في حقيقة الأمر تستهدف القوات الأمريكية والمدنيين فقط، بل تستهدف الحركة بوجهها السياسي واتصالاتها الدولية، وإقناع العالم أن طالبان لا يمكنها الإنفراد بالسلطة ولا إدارة المشهد.

طالبان وداعش خراسان

 

في تصريحات التى أعلن فيها مسئوليته عن فوضى الدم الأخيرة في أفغانستان، قال بايدن إن داعش خراسان خصم لدود لطالبان، وإعتبر طالبان تتقاسم مصالح مشتركة مع أمريكا.. والملفت للنظر أن جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض ذكرت في إفادة أمس للصحفيين أن الإدارة لا تثق في طالبان أبدا.. لكنها تتواصل معها طول الوقت. لم تعد أمريكا تهدد إذن طالبان لأن طالبان فقدت بدورها ٢٤مسلحا تابعا، فاختلط الدم الأمريكي بالدم الارهابي.. وهذه الخسارة الواضحة جعلت من السهل علي البريطانيين والأمريكيين الإقتناع بأنه لم يكن هناك تواطؤ قط بين طالبان وخراسان.

 

فى السياق يجرى التجهيز في دوائر البنتاجون لتوجيه ضربة قاصمة ل داعش خراسان التنظيم الأكثر دموية.. وإذا كانت هذه ضربة إنتقامية لمقتل ١٣ جنديا وإصابة ١٨آخرين، لرد الإعتبار، إلا أنها تصب في مصلحة طالبان، التى ظهرت أمام العالم بوصفها حركة سياسية مسلحة أكثر منها حركة دينية متشددة. هذه البرجماتية، أو الواقعية النفعية، تجعل القوة العسكرية الغربية موجهة لعدو مشترك لطالبان والناتو.. داعش خراسان.

 

وبرغم التصدع في العلاقات مع موسكو وبكين الإ أن الدم الذي أراقته داعش خراسان فرض علي لندن وموسكو وبكين وواشنطن.. التنسيق والتشاور.. وربما يجدون من الضرورة مراجعة إيران !

اضطربت إذن رقعة الشطرنج.. وخضعت السياسات العليا للدول الكبرى لإبتزاز حرب العصابات المتشحة بالدين.. ولايزال الكثير خلف الكواليس.

الجريدة الرسمية