رئيس التحرير
عصام كامل

محمود عوض.. 12 عامًا على رحيل عندليب الصحافة

الكاتب الصحفى محمود
الكاتب الصحفى محمود عوض

موسوعة ثقافية عشق القراءة منذ كان طفلا، التحق بمدرسة الحقوق وبدأ العمل صحفيا وهو طالبا بدار أخبار اليوم، وبعد تخرجه تم تعيينه في النيابة فرفض وفضل عليها العمل الصحفي، ففي مثل هذا اليوم 28 أغسطس 2009  رحل الكاتب الصحفي محمود عوض الذي أطلق عليه إحسان عبد القدوس لقب " عندليب الصحافة ".

عمل سنوات طويلة بصحف أخبار اليوم حتى أنه تولى منصب نائب رئيس تحرير أخبار اليوم وهو لم يصل الى الثلاثين من عمره. وخلف وراءه العديد من المؤلفات منها: أفكار ضد الرصاص، ممنوع من التداول، سري جدا، متمردون لوجه الله وغيرها.

فرصة العمر 

وعرف الكاتب محمود عوض بممارسة القراءة والاطلاع منذ كان طفلا، والتحق بكلية الحقوق كما انضم الى اسرة التحرير في أخبار اليوم في نفس الوقت، وبعد تخرجه تم تعيينه في النيابة فرفض مفضلا العمل الصحفي وأصبح نائبا لرئيس التحرير وهو لم يكمل الثلاثين من عمره. 


وجاءته الفرصة الكبرى حينما تأخر الصحفي أنيس منصور في كتابة مقال الصفحة الأخيرة في أخبار اليوم وكان إحسان عبد القدوس رئيسا للتحرير فقرر تكليف عوض بكتابة المقال عقابا لأنيس منصور على التأخير وثقة في قدراته الصحفية، فكتب عوض مقالا عن أم كلثوم فاشتعلت المنافسة بينه وبين أنيس منصور فأوكل إليه رئيس التحرير كتابة صفحة أسبوعية بعنوان (شخصيات ) يحاور فيها رموز الفكر والأدب والفن والسياسة والدين بطريقة غير معهودة من قبل في الكتابة.


واقترب محمود عوض من المشاهير أمثال طه حسين وتوفيق الحكيم وأم كلثوم والشيخ الباقوري وتسابق إليه النجوم ليكتب مذكراتهم حتى تجاوزت مؤلفاته 15 كتابا منهم: أم كلثوم التي لا يعرفها أحد، عبد الوهاب الذي لا يعرفه أحد.


تم إلقاء القبض على عوض في قضية مصطفى أمين للجاسوسية ويحكى محمود عوض عن هذا اليوم ويقول: عندما تم القبض علي كنت يومها شابا في العشرينات واستدعوا عشرات الزملاء من أخبار اليوم عام ١٩٦٥ وكانوا يأخذون أقوال كل واحد منهم لمدة ساعة أو ساعتين ثم يعود دون أن ينطق بحرف واحد عما دار خلال مدة استدعائه لكن مصطفى أمين لم يعد وجاء الدور على فأخذوني من مكتب رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم قالوا لى: نريدك في كلمتين. 

مصطفى أمين 

وبدءوا يسألونني عن علاقتي بمصطفى أمين وأنا أجيب بطريقة عادية لأنني لا أرى في علاقتى به شيئا.. وسألوني بخصوص نشر خبر كذا.. فسألوني عن مصدر الخبر فرفضت وقلت:هذا سر المهنة، فقالوا لى:هذا في الصحافة لكنك الآن في مبنى المخابرات فقلت: وهل تتغير الأخلاق بتغير المكان ؟ قالوا: لقد بدأت الفلسفة.. ولم أكن أهتم أنني بعدم إفصاحي عن مصدر الخبر جنيت على نفسي فقد ترتب على ذلك أنني اعتقلت خمسة أشهر.. في الوقت الذي لم أكن أعلم فيه  شيئًا عن سبب القبض على مصطفى أمين.

جريدة الأحرار 

منع محمود عوض من الكتابة عدة مرات فلجأ إلى الكتابة في الصحف العربية مثل الحياة اللندنية والقبس الكويتية والرياض السعودية، وفي عام 1986 تولى رئاسة تحرير جريدة الأحرار الحزبية ونجح في الوصول بأرقام توزيعها إلى 170 ألف نسخة خلال ثلاثة أشهر.

حرب حتى النهاية 

ونتيجة للحروب التي تعرض لها من أبناء مؤسسته الصحفية فبمجرد بلوغه سن الستين أي سن المعاش أصدر رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم إبراهيم سعدة قرارا بإحالة عوض الى المعاش مخالفا لزملائه الذين خرجوا في سن الخامسة والستين ولأنه كان راهبا للصحافة فلم يتزوج وعاش وحيدا ورحل وحيدا وهو في السبعين من عمره.

الجريدة الرسمية