رئيس التحرير
عصام كامل

طالبان وإعادة تشغيل خطوط إنتاج الإرهاب الدولي.. أمريكا أعطت الضوء الأخضر.. وإخوان مصر الأسوأ

حركة طالبان
حركة طالبان

تبدو الصورة قاتمة عند عدد من المراقبين والمتابعين بشأن مستقبل أفغانستان في ظل المتغيرات التي شهدتها مؤخرًا، ويجمعون على أن أفغانستان صارت مرشحة لحرب أهلية وشيكةـ كما توقع آخرون أن تكون البلاد ملاذا لعناصر القاعدة، ومن ثم عودة زمن أسامة بن لادن وإعادة الحياة لخطوط إنتاج الإرهاب الدولي، وهو الهدف الذي خططت من أجله الولايات المتحدة الأمريكية بانسحابها المباغت من أراضيها.

حكم سابق لأوانه
يعتقد السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق أنه من السابق لأوانه الحكم على الوضع المستقبلى لأفغانستان بعد الأحداث الأخيرة لافتا إلى أن الأمور ليست وردية بالنسبة لحركة طالبان بعدما استطاعوا السيطرة على العاصمة الأفغانية كابول، مضيفًا: أفغانستان مرشحة بأن تشهد حربا أهلية والوضع غير مستقر هناك، وهناك شوط طويل من التدخلات الخارجية، والبعض يهرول أيضا وراء طالبان حاليا ويخطب ودهم.

وأشار العرابى إلى أن هناك أيضا دولا انتهازية مثل تركيا وغيرها تحاول الاستفادة من الوضع الجديد هناك ويستعملون لغة الخطاب الخاصة بالدولة العثمانية وأقولها ليست النهاية للوضع هناك وأفغانستان طوال تاريخها فى حروب وتاريخها ملئ بالحروب والقبلية والمجاهدين والواقع الفترة المقبلة سيكون مريرا.
وأكد الدكتور عمرو الشوبكى أستاذ العلوم السياسية أرى أن حركة طالبان قامت بمجموعة من المواءمات مع المجتمع الدولى فى عدد من القضايا وحركة طالبان اختلفت عن ٢٠ عاما مضت قدمت مراجعة فكرية وتنظيمية، وقامت بإحداث تغييرات شكلية ولأول مرة شخص من قادة طالبان كما رأينا يتحدث فى حوار مع سيدة فى التليفزيون الأفغانى.

ملاذ آمن للقاعدة
وأضاف الشوبكى: فى قضية المرأة سيسمح لها بالتعليم والعمل، وأن شكل طالبان للعالم الخارجى سيكون مختلفا، وأتوقع أن تكون ملاذا آمنا لعناصر القاعدة كما كان قبل ذلك من عام ١٩٦٩ إلى عام ٢٠٢١ تحالفت فيه طالبان مع القاعدة، ولا أتوقع تكرار التحالف مرة أخرى، وأرى أن التحدى الأساسى أمامها كيف لجماعة دينية مغلقة ومتشددة تدير بلد عرقى وسياسى وقبلى والتحدى الأكبر حكم البلاد ولا تتوفر لديهم الديمقراطية ومفهومها للشورى والذى يطلقون عليه هناك أمير المؤمنين.

\
وتابع الشوبكى: أرى أنه نتيجة الضغوط الدولية واحتياج أفغانستان للمجتمع الدولى، خاصة أن بعض القادة يحصلون على رواتبهم من المساعدات الدولية، وكان هناك ٣ أمتار فقط بين القوات الأمريكية وعناصر طالبان، ولم تحدث اشتباكات بينهم، وهو ما يعنى حدوث تفاهم، وسيطرتها على البلاد دون مقاومة وانسحاب أمريكا يؤكد أن هناك تفاهما بين طالبان والمجتمع الدولى، وهو ما يفرض عليها احتياجا اقتصاديا، خاصة أنها لن تعيش فى عزلة عن المجتمع الدولى، ومن الصعب عليها إعادة تجربة أسامة بن لادن مرة أخرى، وأرى أن الفشل قد يكون فى إدارة بلد بها ٤٠ مليون شخص بمثل هذه العقلية وهذا النمط.


وأشار الشوبكى إلى أن هناك عداءً بين طالبان وداعش ودخلت فى حروب معها ومن الوارد أن تتحول لملاذ آمن لإخوان مصر وليبيا على عكس إخوان تونس اللذين يذهبوا إلى أوروبا فهذا وارد بالنسبة لإخوان مصر وليبيا لكن إخوان مصر ما زالوا موجودين فى تركيا، وأفغانستان بلد مأزوم، ومن الصعب أنها تمثل عنصر جذب سواء لإخوان مصر أو ليبيا إلا من تورطوا فى عمليات إرهابية، فبعض مليشيات ليبيا على سبيل المثال من الممكن أن يذهبوا إلى هناك، وسيتم أيضا بالتفاهم مع المجتمع الدولى، وأى انتقال سيكون بالتفاهم مع المجتمع الدولى، وأقولها مرة أخرى أفغانستان بلد ليس جاذبا، وإخوان مصر ما زالوا مقيمين فى تركيا، وليس متوقعا مغادرتهم تركيا.

وأوضح الشوبكى: أرى من حيث الشكل عودة الإسلام السياسى ومن حيث المضمون سيؤكد نفس أزمات الإسلام السياسى صيغة طالبان الفكرية والعقائدية ليست متوائمة مع مفاهيم الدولة الحديثة وارى أنها عودة روح مؤقتة فقط ومن حيث الشكل أزمتها ما زالت موجودة، وهو أزمة إدارة بلد مثل أفغانستان، فالأمر مؤقت فقط ولن تستطيع بصيغتها أن تدير بلدا والتعامل مع المجتمع الدولى والتحديات.

إخوان مصر الأسوأ
وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية إن الوضع فى أفغانستان يؤكد تعرض البلاد لمشكلات كثيرة للغاية، والأمريكان تدخلوا، وحدث ما حدث بعد ١١ سبتمبر، وما يحدث الآن سيكون نموذجا مطورا عن الوضع الماضى ولن تكون مثل زمن أسامة بن لادن، وخاصة أنهم تعلموا من دروس الماضى.
وأضاف نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية: الزمن تغير فى أفغانستان عن زمن أسامة بن لادن، وارد أن تكون مكانا للإرهاب الدولى داعش والقاعدة كلهم كانوا فى أفغانستان وأصبحوا حاليا شوكة فى ظهر الأمريكان بالتدريج ستصبح مصنع للإرهاب.
وتابع ربيع: هناك ضوء أخضر من الأمريكان لما يحدث الآن، ولن تعود أمريكا مرة أخرى إلا فى حال حدوث مثل ١١ سبتمبر، موضحا إلى أنها لن تكون ملاذا للإخوان، خاصة أن الإخوان فى حاجة إلى مكان به راحة، قائلا: "هنجيب فرنسا وألمانيا وإنجلترا زى أفغانستان"، موضحا إلى أن الإخوان لا تعجبهم عيشة الجبال، عاوزين أوروبا، ولن يذهبوا إلى أفغانستان عاوزين فنادق ٥ نجوم.
وأشار فيما يخص عودة الإسلام السياسى فالكلمة مطاطة فى إطار فكرى وهناك جماعات جهادية ضرب الإخوان فى تونس والأردن والكويت والبداية من مصر وفضيحتهم فى المغرب كل هذا رفض للإسلام السياسى كممارسة وحكم وتطبيق، ولدينا فى مصر أسوأ أنواع الإخوان فى العالم، وإخوان تونس أفضل من إخوان مصر، خاصة أن مصر دولة المقر.

 

نقلًا عن العدد الورقي…

الجريدة الرسمية