آبي أحمد يتجاهل أزمة تيجراي أمام قمة مجموعة العشرين
ترأست المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، فعاليات الدورة الرابعة لقمة مجموعة العشرين للشراكة مع افريقيا.
وشارك في الدورة الرابعة للقمة الافتراضية التي أقيمت عن بعد عدد قادة من أفريقيا، فيما تحدث رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في إحدى جلساتها التي تحمل عنوان "الإطار العام لشروط الاستثمار والأعمال".
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي، في كلمته، أن بلاده تمكنت من تقليل عبء ديونها الخارجية من خلال تحسين اقتصادها المحلي، متناسيا الأزمات الطاحنة والفقر المدقع الذي يعاني منه الشعب الإثيوبي وأزمة التيجراي.
كما لفت إلى أنه تم تنفيذ أنشطة مختلفة لتشجيع ريادة الأعمال المحلية، وتابع أن المستثمرين الأجانب استثمروا في إثيوبيا، وتم إجراء إصلاحات سياسية مختلفة في هذا القطاع بحسب شبكة "فانا" الإثيوبية.
الاتصالات في إثيوبيا
وضرب مثالا بأن قطاع الاتصالات في إثيوبيا تحول جزئيا إلى مستثمرين من القطاع الخاص.
وأشار رئيس وزراء إثيوبيا إلى أن بلاده ملتزمة بمواصلة تنفيذ الإصلاحات المالية الكلية ومناخ الاستثمار لتحسين إطار الاستثمار الخاص في البلاد.
وعبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر"، غرّد آبي أحمد، بصور من مشاركته في قمة مجموعة العشرين للشراكة في أفريقيا، وكتب معها: "على الرغم من التحديات الهائلة التي واجهتها إثيوبيا في البيئة السياسية المحلية، فضلا عن الآثار غير المسبوقة لفيروس كورونا المستجد، فقد أكدت في قمة اليوم أن الحكومة الإثيوبية ملتزمة بمواصلة إصلاحاتها الاقتصادية".
وتنظم ألمانيا قمة "مبادرة مجموعة العشرين الشراكة مع أفريقيا" سنويا، وبمشاركة المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل.
الحكومات الأفريقية
وشارك في تلك القمة عدد من رؤساء الدول والحكومات الأفريقية، وعدد من الدول الأعضاء بمجموعة العشرين، إلى جانب رؤساء عدد من المؤسسات الدولية.
فيما كشفت السكرتيرة الصحفية بمكتب رئيس الوزراء الإثيوبي بليني سيوم، أن هجمات جبهة تحرير تيجراي تسببت في أضرار كبيرة للحكومة الإثيوبية وعلى رأسها رئيس الوزراء أبي أحمد.
وقالت سيوم، في مؤتمر صحفي، إن الهجمات التي شنتها الجبهة على إقليمي أمهرة وعفار تضرر منها نحو 4.5 مليون شخص، وأسفرت عن نزوح 500 شخص من الإقليمين في حاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
وأكدت إن الحكومة الإثيوبية وزعت حتى الآن نحو 4820 قنطارًا من المواد الغذائية على النازحين داخليًا في عفار، فيما قام برنامج الأغذية العالمي بثلاث جولات لتوزيع المواد الغذائية على النازحين في عفار أيضا.
وأشارت إلى أن الدعم المقدم لإقليمي أمهرة وعفار ضئيل جدًّا، ويتطلب من الشركاء توسيع نطاق المساعدات حيث يتأثر العديد من المدنيين بالإقليمين جراء هجمات جبهة تحرير تيجراي.
إقليم تيجراي
وفيما يتعلق بتوصيل بالمساعدات إلى إقليم تيجراي الذي يقع تحت سيطرة الجبهة، فقد أرسلت الحكومة نحو 457 شاحنة مساعدات إلى الإقليم، وصلت منها حتى الأن 318 شاحنة، مشيرة إلى هجمات جبهة تحرير تيجراي تحول دون وصول تسهيل وصول المساعدات للإقليم.
وحول وضع اللاجئين الإريتريين في إقليم تيجراي، قالت سيوم، إن الآلاف منهم يواجهون أوضاع معيشية صعبة بسبب جبهة تحرير تيجراي والهجمات التي تشنها ضدهم.
وأضافت أن هجمات جبهة تحرير تيجراي استهدفت مخيمات شيملبا وهيتساتس وماي عيني وأدي هاروش، التي تقع بإقليم تيجراي فضلا عن أعمال النهب والخطف والقتل ضد اللاجئين.
إقليم أمهرة
وقالت إنه تم توفير 91 هكتارًا من الأراضي من قبل إقليم أمهرة لإنشاء ملاذ آمن للاجئين، كما تم الاتفاق مع شركاء على توزيع الغذاء وبناء الملاجئ البديلة بالإقليم؛ غير أن وجود عوائق أمام عبور آمن للاجئين الإريتريين من قبل جبهة تحرير تيجراي، مازال يشكل تحديا كبيرا للحكومة الإثيوبية.
ولفتت سيوم، إلى التحديات التي تواجهها الحكومة في تسهيل وصول المساعدات الإنسانية لإقليم تيجراي، وقالت إنها تتمثل في الهجمات المستمرة من قبل الجبهة على ممرات وصول المساعدات الإنسانية والاستيلاء على المساعدات الغذائية والأدوية الموجهة للمتضررين.
وأشارت إلى ظهور صور لمواد غذائية تابعة لوكالة الإغاثة الإنسانية الدولية في أيدي مقاتلي جبهة تحرير تيجراي، مما يؤكد أن المساعدات الإنسانية يتم سرقتها من المدنيين الذين يحتاجون إليها من قبل الجبهة.
وتطرقت إلى التحديات الأخرى فيما يتعلق بوصول المساعدات، والتي تتمثل أيضًا في عدم اتباع إرشادات الاتصال المعمول بها بالفعل، والسفر بأجهزة اتصال غير مرخصة، وقالت إنه سيتم معالجة هذه التحديات من خلال النقاش المستمر مع الشركاء لتحسين تنسيق الحصول على المساعدات الإنسانية وتوزيعها.
فيما أعلن المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي، قبيل جلسة اجتماع مجلس الأمن، أن أزمة إقليم تيجراي "ِشأن داخلي إثيوبي" مشددًا على عدم التدخل في الشئون الداخلية في بلاده.
منظمات إنسانية
ووفق تقرير لمنظمة الأمم المتحدة قال أنطونيو جوتيريش أمين عام الأمم المتحدة، إن المنظمة الدولية تشعر بقلق عميق بسبب معاناة السكان في إثيوبيا.
معاناة شعب
وأعرب الأمين العام عن "قلقه الخاص" إزاء الوضع في إثيوبيا"، مشيرا إلى معاناة الشعب الكبيرة، والظروف الإنسانية الرهيبة، في ظل حاجة الملايين من الناس للمساعدات وتدمير البنية التحتية.
وقال جوتيريش: "لقد سمعنا روايات مباشرة من نساء تعرضن لعنف لا يوصف؛ لقد أوقع انتشار الصراع المزيد من الناس في أحباله المروعة".